عمر العرض إثنا عشر عاما، هل تغيرت بعض مفاصله خلال هذه المدة الزمنية؟ بدأت بتقديم عرض ''المدني ولد المنسي'' عام ,2000 وكانت مدته حينها 45 دقيقة، أستطيع القول إنني كنت أمتلك هيكل عرض، ومع تقدم العروض التي تجاوز عددها الآن ,320 تطور النص مع الارتجال، ليصل إلى ساعة وعشرين دقيقة، ومع وصوله إلى هذه النسخة، استمر على حاله طوال كل هذه المدة، لأن المشاكل هي ذاتها لم تتغير خلال عقد من الزمن. العرض يطرح العديد من المشاكل التي يعاني منها الشباب الجزائري، هل ترى أن مونولوغ المدني يناقش حلولها؟ لا أظن أن وظيفة الفنان هي طرح الحلول، بل عرض المشاكل على الجمهور الذي يقوم بمناقشتها. المونولوغ ازدهر في الجزائر خلال العشرية السوداء، كيف بدأت قصتك معه؟ * لكل نوع مسرحي ظروفه التي يزدهر فيها، والمونولوغ فرض نفسه في ظرف صعب، حيث كانت الحركة المسرحية مشلولة، بسبب الفترة الصعبة التي مرت بها الجزائر، حيث كانت الثقافة في ذيل اهتمامات المسؤولين، المسارح الجهوية كانت تنتج عملا كل سنوات، بالنسبة لي ولكثير من الفنانين كان الذهاب إلى المونولوغ اضطرارا، بسبب إحالتنا القسرية على البطالة، ومن أجل الحفاظ على المسرح الجزائري .حينما أسسنا الجمعية لم نجد الدعم لنشتغل، وبالتالي هجر زملائي التمثيل بحثا عن العمل، بينما فكرت في المونولوغ كحل. كيف تقيم حظ المونولوغ من حيث الإنتاج، ومن حيث الحضور في المهرجانات؟ في فترة الركود المسرحي، كانت هناك مهرجانات كثيرة مخصصة لفن المونولوغ، والدليل حصولي على إحدى عشر جائزة عن ''المدني ولد المنسي''، الأمر الذي يعني أكثر من إحدى عشر مهرجانا، في الشرق والغرب .والآن بدأ يتراجع في مقابل انتعاش الإنتاج المسرحي الضخم، حيث أن المسارح الجهوية لم تصبح تتبنى هذا النوع إلا قليلا. مثلت في أدوار رئيسية في أعمال مسرحية عديدة، كيف تقارن بين الأداء الفردي في مونولوغ، والأداء الجماعي في مسرحية؟ * العمل المسرحي الجماعي يحمل مسؤولية كبيرة، لأن الممثل يشكل حلقة من بين حلقات العرض، وإن لم تكن الحلقة متينة ستضر بالعمل، والمونولوغ نوع صعب كذلك، لأن الممثل يؤثث الخشبة لوحده، وإذا ما نسى أو أخطأ لن يجد من يذكره، أو يغطي أخطاءه.