تمّ مؤخرا عرض مونولوغ ''المايسترو'' بالمسرح الجهوي بباتنة ولقد لقي العرض تجاوبا كبيرا مع الجمهور الذي دأب على حضور سهرات المونولوغ، ويكشف الممثل بشير لعلالي، الموسيقي العاشق لآلة ''الكونترباس'' خطته السردية للمشاهد، أو بالأحرى نوعية ومذاق السرد الذي حكم تفاصيل المونولوغ الذي ألّفه وأخرجه عمر فطموش لمسرح بجاية ''أين يبحث عن نفسه وسط تناقضات المجتمع''. يقول الممثل الذي استخدام ضمير المتكلم والنزعة الاعترافية، انه لن يتأخّر عن رسم لغة الرواية بمزاج هذياني وعيادي، حيث نجد أنفسنا أمام مونولوغ متدفّق وطويل للممثل الذي وجد صعوبة كبيرة لدخول معهد الموسيقى وبعد مغادرة أقسام الدراسة بدأت أموره تتعقّد مع متطلّبات الحياة وسط مجتمع لا يرحم لتنتهي طموحاته عندما اهتدى لفكرة ''الحرقة'' لفرنسا وتعلّم آلة ''الكونترباس'' التي استحوذت على جزء مهم في تفكيره وتحديد رؤيته للمستقبل . وبعد مدة طويلة، يقرّر العودة للوطن وبالنظر لافتقاره لأموال يسدّد بها تكاليف حقيبة لآلة ''الكونترباس'' يستولي على صندوق ميت يهودي ويخبأ فيه آلته الموسيقية، وتبدأ معاناته بالمطار، وتتوالى مشاهد المونولوج الذي استطاع فيه الممثل المزج بين حضارتين عربية وغربية، حيث استخدم هذا النوع من السرد القائم على لغة هاذية ومتدفقة، لغة قائمة بدورها على نبرة ذهنية وفلسفية تخلط معتقدات الممثل واستنتاجاته الشخصية مع وقائع ومنعطفات تدخَّلت في صوغ هذه المعتقدات والاستنتاجات. إذ أنه تمكن من إقناع المحيط في مراسيم دفن الجنازة في جو مندمج مسيحي إسلامي بعدما أوهمهم أن ما بداخل الصندوق هي زوجته المسيحية التي توفيت بعد عشرة معه. وبعد ثلاثة أيام، يتسلّل إلى المقبرة ليستخرج الصندوق لينكشف أمره ويفرّ بجلدته إلى خندق ويمكث به عدّة أيام قبل العودة لمنزله وتبدأ حكاياته مع الآلة الموسيقية ويدمج فيما بعد في الجوق الموسيقى ويتقاضى أجرا شهريا، ليكشف المونولوغ الجوانب الخفية في مشاكل الفنانين.