. كوفي عنان مبعوث مزدوج لدمشق . تواصل مسلسل القتلى إختتم أمس في تونس مؤتمر أصدقاء سوريا الذي طالبت فيه الدول العربية والغربية الحكومة السورية بتطبيق وقف فوري لإطلاق النار، من أجل السماح بوصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا في البلاد. وحضر المؤتمر كبار مسؤولي أكثر من 50 دولة في مقدمتها الولاياتالمتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي والبلدان العربية والإسلامية لكن روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض في مجلس الأمن عند التصويت على مشروع قرار يدين الحكومة السورية مؤخرا أعلنتا عدم مشاركتهما في المؤتمر. البيان الختامي: طالب البيان الختامي الذي تصدر عن مؤتمر أصدقاء سوريا السلطات السورية بالسماح بإيصال المساعدات بشكل فوري إلى مدن حمص ودرعا والزبداني وإلىباقي المناطق المحاصرة الأخرى. كما دعا البيان الختامي دمشق إلى إيقاف كل أشكال العنف بشكل فوري متعهدة بنقل الإمدادات الإنسانية إلى سوريا في غضون 48 ساعة في حال أوقفت سوريا هجومها على المناطق المدنية وسمحت بالدخول إليها. كما جدد المؤتمر ادانته للقمع الدموي الذي يمارسه النظام السوري واسفر عن سقوط 7600 قتيل منذ 11 شهرا حسب ناشطين معارضين، وايجاد السبل لايصال المساعدات الانسانية. وفي غياب خطط جاهزة للتدخل العسكري، ركز المشاركون في المؤتمر على تقديم الدعم الإنساني للمناطق المنكوبة لكن مسودة البيان تدعو البلدان المشاركة على الالتزام بتطبيق العقوبات على الحكومة السورية بهدف حملها على إيقاف العنف. وتشمل العقوبات المقترحة منع بعض المسؤولين السوريين من السفر وتجميد أصول الحكومة السورية والتوقف عن شراء النفط السوري وإيقاف الاستثمارات والخدمات المالية المرتبطة بسورية وتخفيض العلاقات الدبلوماسية ومنع شحنات الأسلحة إليها. ويثني البيان على المجلس الوطني السوري الذي شارك في مؤتمر أصدقاء سوريا لكنه لا يعترف به ممثلا شرعيا للسوريين الراغبين في تغيير ديمقراطي سلمي بسورية. وأشاد بالحركة الاحتجاجية داخل سوريا منوهة ب شجاعة وتصميم السوريين على الأرض الذين يمثلون طليعة الشعب السوري الساعين للحرية والكرامة. ومن جانبها طالبت الجامعة العربية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار قرار بتشكيل قوة حفظ سلام مشتركة بين الدول العربية وأعضاء آخرين في الأممالمتحدة بعد التوصل إلى وقف الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري. وهذا ما اقترحه وزير الخارجية القطري. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري أن بلادها تأمل في الاتفاق على تعهدات جديدة بإيصال المساعدات بشكل عاجل إلى السوريين المحاصرين من قبل نظام بشار الأسد. ودعت الوزيرة الأمريكية أيضا إلى تنسيق الجهود الدولية وممارسة ضغوط على دمشق للسماح بوصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا. وقد أجرت كلينتون مشاورات حول الوضع في سوريا مع عدد من كبار المسؤولين على هامش مؤتمر لندن بشأن الصومال. وقالت أيضا إن واشنطن تتوقع مشاركة المزيد من الدول في فرض عقوبات فعالة على النظام السوري. وأوضحت: نتطلع إلى تقدم ملموس على ثلاث جبهات، تقديم المساعدات الإنسانية وزيادة الضغط على النظام والاستعداد للانتقال الديمقراطي للسلطة. وكان من المتوقع أن يصدر المؤتمر إعلانا يطالب دمشق بوقف فوري لإطلاق النار، والسماح لمنظمات الإغاثة بتقييم الاحتياجات الإنسانية مع تهديد بفرض عقوبات في حالة عدم الاستجابة. كما كان متوقعا أن يقدم المؤتمر دعما للمعارضة السورية من خلال الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري. الاستنجاد بكوفي عنان : وعشية المؤتمر أعلنت الأممالمتحدة تعيين أمينها العام السابق كوفي انان مبعوثا خاصا للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية إلى سوريا. وبدوره دعا كوفي أنان ، الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، والمبعوث الخاص الجديد إلى سوريا ، الأطراف كافة إلى التعاون من أجل إنهاء أعمال العنف وإيجاد حلّ سلمي للأزمة في سوريا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد اختارا أنان مبعوثاً خاصاً مشتركاً فيما يتعلق بالأزمة السورية. وقال أنان في بيان أصدره المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف :أتشرف بقبول دور المبعوث الخاص المشترك لحلّ الأزمة السورية ، وأشعر بالتواضع من الثقة التي وُضعت في شخصي. وأضاف أنان في بيانه : أتطلع للتعاون الكامل من قبل جميع الأطراف المشاركة في هذا الجهد الموّحد بين الأممالمتحدة والجامعة العربية للمساعدة في إنهاء العنف وانتهاكات حقوق الأنسان ، وإيجاد حلّ سلّمي للأزمة في سوريا. وسيعمل كوفي أنان بموجب تفويض لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر الأسبوع الماضي ، وقرارات الجامعة العربية الخاصة بسوريا، حسبما أعلن بان كي مون ونبيل العربي. وسيتم اختيار نائب من المنطقة العربية لكوفي أنان يتم الإعلان عن شخصيته لاحقاً. وكان الغاني كوفي أنان قد تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة لفترتين منذ عام 1997 حتى عام 2006 عندما تم تعيين الكوري الجنوبي بان كي مون خلفاً له. وتم اختيار أنان وسيطاً لإنهاء النزاع الدموي في كينيا في عام 2008. وجاء ذلك بموجب اتفاق بين الأمين العام بان كي مون وامين عام الجامعة العربية نبيل العربي، وأوضح بيان الأممالمتحدة أن مساعدا سيتم اختياره من المنطقة العربية لمساعدة انان في مهمته. وقال البيان أن أنان سيبذل مساعي حميدة هدفها انهاء كل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان وتعزيز جهود ايجاد حل سلمي للازمة السورية. لكن الحكومة السورية لم تعلق رسميا على تعيين انان غير أن وكالة سانا للأنباء الرسمية نشرت تعليقا على انعقاد المؤتمر، جاء فيه: تحت شعار الصداقة وحقوق الإنسان والديمقراطية تتسابق قوى الاستعمار الغربي القديم الجديد برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية على فرض وتنفيذ مخططات عدائية جديدة ضد دول المنطقة بهذا المشهد يمكن أن نلخص ما سيكون عليه حال مؤتمر تونس المتستر بعبارات تحمل عكس ما يخفيه من أجندة مخصصة لشرعنة التدخل بالشؤون الداخلية السورية والنيل من دورها في المنطقة. ويختم التعليق بالقول بالمحصلة فإن مؤتمر تونس الذي سيحضره أصدقاء الولاياتالمتحدة وأعداء سورية لن يأتي بشي جديد وسيحمل الفشل للمجتمعين المصفقين للأجندات الأمريكية الساعية للتدخل في شؤون الدول تحت أسماء وأفكار مختلفة في جولة جديدة قد تكون الأخيرة لاستهداف سورية والنيل من شعبها الذي طالما منعها بصموده من إتمام مخططاتها التي ترسمها وتعدها للمنطقة. تطورات ميدانية: وفيما يخص التطورات الميدانية، تجدد القصف منذ صباح اليوم الجمعة في حمص حسب سكان وطال أحياء بابا عمرو وباب السباع والخالدية وباب الدريب وكرم الزيتون والرفاعي كما تقدمت مدرعات جنوب بابا عمر في منطقة جوبر. وخلف القصف أمس 15 قتيلا في حي باب عمرو بحمص في ثالث أسبوع من القصف على الأحياء التي تسيطر عليها قوات تابعة للمعارضة. ومن بين القتلى أب وطلفه البالغ من العمر 14 عاما كانوا يحاولون الفرار من منطقة القصف عندما أصابتهم شظية في الشارع، حسب الناشط محمد الحمصي في اتصال مع وكالة رويترز. كما استمر القصف في ريف حمص وخاصة على مدينة الرستن بهدف اقتحامها حسب نشطاء. وفي ادلب، وقعت اشتباكات واسعة وسط عملية عسكرية للجيش في العديد من بلدات المحافظة وخاصة في جسر الشغور وجبل الزاوية و ابلين وكورين. وتقول السلطات انها احبطت محاولة تسلل قرب جسر الشغور على الحدود التركية وقتلت عددا من المتسللين. و في حماه، اندلعت اشتباكات وانتشر الجيش ودعت المعارضة للاضراب بدءا من يوم أمس وحتى يوم الاستفتاء على الدستور المقترح الاحد. كما سقط قتلى وجرحى في ريف حماه وخاصة في بلدة كفر الطون. وفي درعا، جرت اشتباكات وكذلك في دير الزور وسقط قتلى وجرحى.