أعلن الرئيس السوري بشار الأسد إن حكومته مستعدة لإنجاح أي جهد صادق لحل الأزمة السورية، غير أنه استبعد تماما نجاح أي حوار سياسي مع وجود ما وصفها بجماعات إرهاب مسلحة في البلاد. وجاء ذلك في أثناء لقاء الأسد مع كوفي أنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، حسبما قال التليفزيون الرسمي السوري عقب اللقاء. وكان التلفزيون قد قال إن الاجتماع سادته أجواء إيجابية. وأضاف أن الأسد قال إن أي حوار سياسي أوعملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما توجد مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى. وقف إطلاق النار: وكان من المقرر أن يلتقي أنان وفداً من هيئة التنسيق الوطنية المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم وتيار بناء الدولة المعارض برئاسة لؤي حسين. كما سيلتقي مفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدرالدين حسون. وتهدف مهمة أنان في دمشق التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا. وتزامنت الزيارة من تحذيرات أطلقها نشطاء المعارضة من احتمال أن يكون الجيش السوري يجهز لعملية برية واسعة في إدلب. وكان أنان قد أعلن قبيل مغادرته القاهرة متوجها إلى العاصمة السورية إنه سوف يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار من جانب قوات الحكومة والمعارضة. وحضر وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل مقداد مباحثات أنان مع الأسد. وفي الوقت نفسه، اجرى وزراء الخارجية العرب محادثات في القاهرة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حول سبل إنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ نحو وقتل فيها آلاف من المدنيين وقوات الجيش والأمن والمعارضة المسلحة في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية عقب اجتماع لافروف بانان إن المسؤول الروسي احاط المبعوث الدولي علما بمعارضة روسيا لأي تدخل خارجي فظ في شؤون سوريا الداخلية. حلول شاملة وجاء في تصريح اصدرته وزارة الخارجية بموسكو ان لافروف أكد بشكل خاص على عدم جواز انتهاك المعايير القانونية الدولية بما فيها اي تدخل فظ في شؤون سوريا الداخلية. وكان أنان قد ناقش، في مؤتمر عبر الهاتف، مهمته إلى سوريا مع بان كي مون الامين العام للامم المتحدة ونبيل العربي الامين العام للجامعة العربية. وقال بان بعد المؤتمر طلبت من أنان بقوة أن يعمل على ضمان ان يكون هناك وقف فوري لاطلاق النار. وأضاف أنه بعد وقف إطلاق النار يجب إيجاد حلول سياسية شاملة من خلال الحوار. واعتزم أنان الاجتماع مع المعارضة السورية قبل مغادرة البلاد اليوم. وكان قد دعا إلى حل سياسي ولكن المعارضين يقولون انه لا توجد فرصة لاجراء حوار مع استمرار ما وصفوه بحملة الأسد القمعية. وتأتي هذه المساعي الدبلوماسية بعد يوم واحد من إعلان نشطاء أن قوات الجيش السوري النظامي قتلت 68 شخصا على الاقل في عملية عسكرية مستمرة تستهدف بسط سيطرتها على مدينة حمص والقضاء على المعارضة المسلحة في محافظة ادلب شمالي سوريا. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان المعارض إن ستة عشر عسكريا منشقا قتلوا قرب مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب. عملية برية: وأضاف المرصد أن بين القتلى ضابطين برتبة ملازم، مشيرا إلى هؤلاء العسكريين كانوا ضمن قوة فى طريقها للمشاركة في القتال ضد القوات النظامية في مدينة إدلب. ولم يتسن التأكد من تلك المعلومات من مصادر مستقلة. وأشار المرصد إلى إن القوات السورية قصفت بعنف مظاهرة في إدلب في وقت مبكر من صباح السبت. وقال رامي عبد الرحمن، من المرصد السوري لحقوق الإنسان، لوكالة الأنباء الفرنسية هذا كان أعنف قصف منذ أرسلت التعزيزات العسكرية إلى إدلب أوائل الأسبوع. وعبر عبد الرحمن عن خوف المرصد، ومقره لندن، من أن يكون الجيش السوري يستعد لعملية برية واسعة في إدلب. وقال ناشطون إن قذائف دبابات وهاون سقطت على أحياء تنشط فيها المعارضة في مدينة حمص بوسط سوريا ، ما أسفر عن مقتل 17 شخصا. وأكد نشطاء مقتل 24 شخصا آخرين في محافظة إدلب الشمالية وعدد آخر غير محدد في مناطق أخرى في البلاد. ونقلت وكالة رويترز عن كرم أبو ربيع، الذي قال إنه من سكان حي كرم الزيتون في حمص ، دخلت 30 دبابة في الساعة السابعة صباح السبت وهي تستخدم مدافعها في إطلاق النار على المنازل. وكان المتظاهرون قد خرجوا في أكثر من مدينة سوريا الجمعة فيما وصفوه بجمعة الوفاء للانتفاضة الكردية في شمال شرق سوريا عام 2004 والتي كان قد قتل فيها نحو 30 شخصا. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها معارضون على موقع يوتيوب مشاركة آلاف من الأكراد في عدد من المدن الشمالية الشرقية في مظاهرات حيث حمل بعضهم لافتات تدعو الى انقاذ الشعب السوري. وأظهرت مقاطع أخرى بضع مئات من المحتجين في حي العسالي في دمشق يحرقون صورا لحافظ الأسد،الرئيس السوري الراحل والد الرئيس الحالي، ويرددون هتافات ضده. خياران: وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ومقرها بروكسل تعليقا على مساعي أنان إذا استطاع إقناع روسيا بتأييد خطة انتقالية فإن النظام سيجد نفسه أمام خيارين، إما الموافقة على التفاوض بنية صادقة أو مواجهة عزلة شبه تامة من خلال خسارة حليف رئيسي. وتعارض روسيا والصين صدور أي قرار من مجلس الأمن الدولي خشية حدوث تدخل عسكري على غرار ما جرى في ليبيا، وهو موقف تأمل ألمانيا أن يتغير بعد فوز فلاديمير بوتين بانتخابات الرئاسة يوم الاحد الماضي. ومن ناحيتها، قالت فاليري آموس مسؤولة الشؤون الانسانية بالاممالمتحدة التي زارت حمص أخيرا إن حكومة الأسد وافقت على الانضمام الى منظمات الاممالمتحدة في تقييم محدود لاحتياجات المدنيين في سوريا لكنها لم تستجب لطلبها بالسماح بالدخول غير المشروط لمنظمات الاغاثة. وقالت آموس في مؤتمر صحفي في انقرة الجمعة بعد زيارة قامت بها لمخيمات اللاجئين السوريين في تركيا إن المسؤولين السوريين طلبوا مزيدا من الوقت. وأضافت آموس أنها صدمت من مشاهد الدمار التي رأتها في حمص وأنها تريد أن تعرف مصير المدنيين الذين كانوا يعيشون في حي بابا عمرو الذي غادره مقاتلو المعارضة في الأول من مارس آذار بعد حصار دام 26 يوما. وتقدر الأممالمتحدة أن قوات الامن السورية قتلت ما يزيد عن 7500 شخص منذ بدء الانتفاضة المناهضة للاسد قبل عام. وقالت الحكومة في ديسمبر كانون الأول إن إرهابيين مسلحين قتلوا ما يزيد عن الفين من أفراد الجيش والشرطة.