فعلا الكولسة هي الشيء الوحيد الذي يجيده السياسيون عندنا أو حتى نكون صادقين أكثر في التعبير نقول أشباه السياسيين أفضل. قاعة الانتظار التي يقبعون فيها للدخول عند صاحب الشأن العظيم أصبحت سوقا للنميمة بينهم فتراهم ينزوون ويتهامسون مع بعضهم البعض حتى تخالهم أصدقاء ولكن ما خفي كان أفجع. توجس السعيد سعدي من وقفة خليدة الروجية مع أويحيى حتى تصورها في منصب مهم جدا وتصور أويحيى رئيسا، هذا ما جعله يقترب من السي أحمد ويأخذه جانبا دون أن تتركه نظرات خليدة الروجية. قال له بحديث نصفه قبائلي ونصفه فرنسي.. شفت يا السي احمد توخذنا. أجابه أويحيى ضاحكا.. كنت أظنك استقلت فعلا من العمل السياسي بعد أن رميت منشفة الأرسيدي ولكن وجودك معنا هنا يؤكد أشياء أخرى؟ قال دادا سعدي.. حق ربي يا خويا احمد غير عمبالي هكذاك ولكن راهم عيطولي من جديد. قال أويحيى.. خلينا من الكذب تاعك.. عمرك ما خليت الأرسيدي وعمرك ما تخليه هذه مناورة رسموهالك وأنت راك تنفذ فيها برك. نتف سعدي شلاغمو بعصبية وقال.. لست وحدي من يرسم له الطريق كلنا نُأمر فنطيع واحد ماراه يخدم من راسو. انزعج أويحيى من أسلوب سعدي الوقح وقال له.. هايليك خليدة وهاوليك بن يونس شفتهم؟ المناضلين تاعك. قال سعدي.. كل واحد مناضل تاع روحو واحنا تطلقنا بالثلاث ومازالنا نتلاقاو غير في قاعة الانتظار هذه. فهم أويحيى أن سعدي سوف تناط له مهام أخرى في التخلاط السياسي مادام يتواجد في قاعة انتظار صاحب الشأن العظيم وفهم أيضا أنه على الرغم من الهدوء الذي يخيم على البلاد إلا أن هناك عاصفة سوف تضرب قريبا ولكن لم يفهم بعد ماهي؟