خرجت خليدة الروجية من عند صاحب الشأن العظيم ودموعها على خدها، لكن مجرد أن وصلت إلى قاعة الانتظار التي يتواجد فيها زملاؤها في السياسة حتى أخذت تمسح وجهها حتى لا تظهر عليها علامات الحزن والبكاء وهي المعروفة عندهم بعلاقاتها القوية مع دوائر صناعة القرار. مسحت نظاراتها الحمراء المبللة وما إن وضعتها حتى تراءى لها داداها السعيد ينتف شلاغمو في زاوية القاعة وفي الزاوية الأخرى يقرفص بن يونس منتظرا دوره في الدخول وتراءى لها أيضا أبوجرة وغول ولويزة وموسى تواتي وغيرهم ولكنها ابتعدت عنهم وفضلت الانزواء مع أويحيى وهي تقول في نفسها قبايلي خير من هاذوك العربان. قالت له... سي أحمد مزالك هنا؟ قال لها بعد أن أطلق تنهيدة كبيرة... لازم نجريو على روحنا يا الروجية الحكومة رايح ياكلها بوبي على هذيك لازم كل واحد يعرف مخروجو. قالت له ونبرة الشيتة واضحة جدا.. يا سي أحمد أنت بلاصتك مضمونة ماكاش لي ماراهش يقول بلي رايح تولي رايس. قال لها... إشاعات يا اختي الروجية واحد ما ضامن روحو... الضامن ربي. هذا الحديث الجانبي بين الروجية وسي أحمد أثار فضول دادا السعيد وتنحنح من بعيد نحنحة فيها كثير من الخبث وقال لأويحيى... يا سي أحمد رد بالك على روحك... أكيد أنه يقصد خليدة بهذا الكلام خاصة أنها لدغته لدغة حيّة وباعته في الصوق السياسي بدورو. جاوبه سي أحمد... ما تخافش على خوك اللي قاريه الذيب حافظو السلوقي أدادا. زعفت الروجية وهي تسمع هذا الكلام وقالت له.. راه يقصدني أنا راني عارفة، لكن سي أحمد هدّأ من روعها وقال لها ضاحكا... تحبي الصح كويتي الراجل كية ما تتنساش. قالت خليدة... راك تعرف حنا مجرد مأمورين روح أهنا أرواح الهيه... قاطعها سي أحمد بخبث وهو يرسم ضحكة تهكم على وجهه... أخطيك من الخرطي.. يا خي زعمة كنت مناضلة. قالت الروجية... يا سي أحمد راك تعرف لي يذوق البنة ما يتهنا وزيد هو راسو خشين ودكتاتور أكثر من اللازم وأنا الله غالب خلاص أداتني الحكومة. جاوبها أويحيى بهدوء... كاش ما بقات حكومة روحي أجري على روحك عند القزانات كاش ما تدبري بلاصة سينو كلاك بوبي.