في ليلة أخرى من ليالي السواد وانقطاع الكهرباء فتحت شهية حماري اللعين على ما تفعله وزارة الداخلية التي فرّخت من جديد عددا من الأحزاب السياسية التي ستدور في فلك السلطة وستنادي بالعظمة والفخامة. قال ناهقا.. هذه المرة أيضا تكلخت.. قلت مستغربا.. في ماذا أيها الحمار التافه؟ قال ساخرا.. لم أؤسس حزبا كما يفعل كل الغاشي. قلت.. لكنهم يملكون المعريفة مع السلطة وأنت مجرد حمار لعين لا حول ولا قوة لك، ثم هم سيفعلون ما لا تقدر أنت على فعله. قال.. أنت مخطىء من أجل المال سأفعل كل شيء. بحلقت فيه كثيرا وقلت يبدو أن التيار الكهربائي قطع من رأسك أيضا لذلك أصبحت تثرثر بكلام غير مفهوم ولا مؤسس. قال.. وهل عندما أقول الحقيقة أصبح انتهازيا وثرثارا؟ قلت.. لم أكن أعرف أنك على استعداد لتتحالف مع الشيطان من أجل المال؟ قال ناهقا.. من تكلم عن الشيطان يا عزيزي؟ أنا قلت لك أتحالف مع السلطة فقط. قلت.. السلطة أكثر من الشيطان في إغوائها وإغرائها وحتى خطاياها. ضرب الأرض بحافريه وقال.. صدقت ولكن تحالفنا مع الفقر منذ ولدنا ولم نجنِ شيئا لذلك هؤلاء الذين يتقربون من السلطة ليسوا أكثر مني فهما ولا معرفة بدهاليز السياسة. قلت.. ومن قال إن السلطة تحتاج من يفهم السياسة؟ قال.. هي تحتاج من يطيع ومن يمدح ويتملق ويكذب وكل الصفات الذميمة التي لا تدخل في إطار الأخلاق. قلت.. وهل مستعد أن تصبح كذلك؟ قال والشمعة الأخيرة تكاد تنطفئ.. أنا كرهت ومليت ويمكن أن أفعل كل شيء سوى أن أبيع ضميري.. لا تنسى أنا حمار بدرجة مواطن محترم.