انتهت الزردة التي أعدت بمناسبة خمسينية الاستقلال بعد حرق الملايير في السماء التي تزينت بالألعاب النارية التي جيء بها من الصين الشقيقة... نهق حماري مطولا وهو يتفرج مع باقي الغاشي على النيران المضيئة في السماء وقال معلقا.. لأول مرة نعرف أين ذهبت أموال البترول.. قلت ضاحكا.. احترقت في السماء هل هذا يرضيك أيها الحمار؟ قال.. أنا مواطن فقط وعلى المواطن أن يلاحظ ويسكت.. لا يحق له الكلام. قلت.. وما رأيك في ملحمة كركلا.. هل أرضتك كجزائري؟ نهق نهيقا ومخيفا وقال.. الرئيس شخصيا صفق على العمل ولبس برنسا لبنانيا أهداه إياه صاحب الملحمة وأنا تريدني أن أعترض؟ قلت.. هي مجرد أسئلة فقط حتى أفهم صمت الغريب؟ قال ساخرا.. ها قد أصبت.. قررت أن أصمت لأني أدركت أن كلامي طيلة السنوات الماضية ذهب مع الريح. قلت.. وهل كنت تظن أنك ستغير شيئا به؟ قال ناهقا.. ظننت ذلك ولكن عندما رأيت كيف احتفلنا بالخمسينية تأكدت أننا مازلنا بعيدين عن الاستقلال.. قلت مندهشا.. تصريحك غريب أيها الحمار وفيه الكثير من اللبس؟ قال.. كلامي واضح لمن يريد أن يفهم، ثم هل تريد أن أكلمك بلغة فافا حتى تفهم مثلما فعل مدلسي وزير خارجية الجزائر المستقلة بعد عيد الاستقلال بيوم واحد والذي قام وحده من بين كل وزراء العالم بالكلام بلغة غير لغته؟ قلت.. يبدو أن قلبك راه معمر؟ ضرب الأرض بحافريه وقال صارخا.. معمر ومدمر ولكن لم يبق لنا سوى أن نوكل الله على من أهانوا دماء الشهداء في يوم يفترض فيه أن يكون الشهيد سيد الموقف. قلت.. هذه الجزائر المستقلة.. عفوا المُستغلة!