تهدد الحرائق العديدة المندلعة بتيزي وزو منذ بداية الأسبوع الجاري، الكثير من القرى والمداشر التابعة لمختلف بلديات الولاية، حيث يعد الحريق المهول المسجل في الشريط الغابي الرابط بين بلديتي الاربعاء ناث ايراثن وبني يني، الذي عجزت مصالح الحماية المدنية عن التحكم فيه منذ خمسة أيام، من أكبر الحرائق التي تهدد الكثير من التجمعات السكانية، هذا بعدما أتت على مساحات كبيرة في الغطاء الغابي أغلبيته من الأشجار المثمرة. يعيش سكان العديد من القرى والمداشر النائية المتواجدة في المرتفعات الجبلية بتيزي وزو، جحيما حقيقيا خلال أيام الأسبوع الجاري الذي قفزت فيه درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، التي نجمت عنها حرائق عديدة تم تسجيلها في الكثير من مناطق الولاية التي أتت في بداية الأمر على مساحات كبيرة من الغطاء النباتي الذي تعد أغلبيته من الأشجار المثمرة خاصة حقول أشجار الزيتون منها، حتى أضحت منذ يوم أول أمس، خطرا يهدد الكثير من التجمعات السكانية المتوسطة لغابات هذه المناطق. حيث وبعدما كان سكان ثلاثة قرى التابعة لبلدية أيت يحيى موسى الواقعة على بعد 25 كم جنوب غرب مقر الولاية يوم الإثنين المنصرم، على غرار كل من قرى إعلالن، إقالاثن وإيغيل البئر، ضحايا الحريق الذي وصلت نيرانه حتى مشارف منازلهم مخلفا بذلك خسائر مادية بشرية معتبرة بالإضافة إلى حالة الخوف والرعب التي أثرتها النيران والدخان المتصاعد منها في نفوس السكان لاسيما لدى فئتي النساء والأطفال. إذ كان الدور هذه المرة للأهالي القاطنين في القرى الواقعة بين بلديتي الأربعاء ناث إيراثن وبني يني المتواجدة على بعد 40 كم شرق الولاية، حيث تم تسجيل بهذه المناطق وحسبما أكدته مصالح الحماية المدنية أكبر حريق شهدته تيزي وزو منذ بداية موسم الصيف الحالي، والذي لا يزال زحفه متواصلا منذ يوم السبت الماضي، مهددا بذلك العديد من المنازل بعد إتلافه مساحات معتبرة من الغطاء الغابي، ما دفع بالسكان المحليين وبالتنسيق مع السلطات المحلية أخذ عدة تدابير بالقرب من التجمعات السكانية من أجل مجابهة ألسنة النيران التي أصبحت -وعلى حد تعبير السكان المحليين- لا تفصلها سوى مساحة تتراوح ما بين 300 إلى 400 متر عن قرية أيث ميمون ببلدية أيث عقاشة وذلك مساء أول أمس الثلاثاء، حيث أجبرت العائلات القاطنة بها على مغادرتها تجنبا لأية كارثة غير مستبعدة خصوصا في ظل عجز رجال الإطفاء على إخمادها نظرا لقوة تقدمها بالإضافة إلى غياب المسالك اللازمة بهذه المناطق المساعدة لهم على أداء مهامهم ومحاصرة النيران قبل زحفها إلى وسط القرية. وفي السياق ذاته، حاصرت النيران يوم الإثنين المنصرم، قرية ثادارث أوفلا بذات المنطقة ولحسن حظ السكان لم تخلف خسائر معتبرة بعدما تمكن أعوان مصالح الحماية المدنية من إخمادها. على صعيد آخر، سجلت المناطق الشمالية من الولاية عدة حرائق يوم أول أمس، على غرار الأربعة قرى التي شهدتها من بلدية ماكودة البعيدة ب 25كم عن مقر الولاية، كقريتي إشيقار، أجروف نسيوال، وقريتي أيث فارس وأيث علاها، حيث أتلفت العديد من الهكتارات جلها من أشجار الزيتون. هذا، وعرفت وفي نفس اليوم بلدية ميزرانة 40كم شمال عاصمة الولاية وبالضبط بقرية “ثمازيرث أورابح" حريقا مهولا كاد أن يأتي على منازل القرية لولا السكان الذين استطاعوا التصدي له بفضل العملية التضامنية فيما بينهم. هذا، ويبقى سكان عدة مناطق ببلدية بوزقان الواقعة على بعد 70كم جنوب شرق تيزي وزو، منذ صبيحة أول أمس على غرار القرى التالية “ثيزوين، أيث هندلة وأيث سعيد" تحت رحمة ألسنة اللهب التي لا تزال وخلال صبيحة أمس تواصل زحفها نحو التجمعات السكانية، حسبما أكده السكان المحليين.