أكد الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا، أن مهمته الأولى تتمثل في التغلب على الإنقسامات (بشأن هذا الملف) داخل مجلس الأمن الدولي، لكنه لا يملك كما قال أفكارا بشأن كيفية تحقيق ذلك. وأشار الأخضر الإبراهيمي، في تصريحات لقناة “الجزيرة" أوردها الموقع الإلكتروني للقناة القطرية، إلى أنه لم يمض على تعيينه مبعوثا سوى يومين، وأنه لم يذهب بعد إلى مقري الجامعة العربية والأممالمتحدة لكنه في طريقه إليهما لمقابلة المسؤولين. وأشار المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا، خلفا للمبعوث السابق كوفي عنان (المستقيل)، إلى أن أي حديث عن تدخل عسكري في سوريا لن يعني فشله فحسب بل فشل عملية السلام في هذا البلد. كما نفى الأخضر الإبراهيمي ما نسب إليه، عن طريق وكالة “رويترز"، من أنه قال “من المبكر الحديث عن تنحي بشار الأسد"، الأمر الذي طالبت المعارضة السورية الإعتذار بشأنه عندما تناقلته في وقت سابق وسائل إعلام مختلفة عن وكالة الأنباء المشار إليها. وقال الإبراهيمي أن ما صرح به هو أنه “من السابق علي أن أقول أي شيء فيما يتعلق بمضمون القضية... هذا الذي قلته". وكانت “رويتز" نقلت عن الإبراهيمي قوله في مقابلة لها عبر الهاتف ردا على سؤال عما إذا كان سيطالب الأسد بالإستقالة “أنه من المبكر جدا بالنسبة لي أن أقول هذا.. إنني لا أعرف بدرجة كافية ما يحدث". وكان المجلس الوطني السوري قد طالب، أول أمس الأحد، الإبراهيمي “بالإعتذار" للشعب السوري لما نسب إليه، بخصوص تنحي الرئيس السوري بشار الأسد. من جانب آخر، أكد الأخضر الإبراهيمي أنه متسلح بالأمل في مهمته الجديدة لحل الأزمة السورية بالرغم من أن فرص إنهاء العنف ليست كبيرة، وأعلن نفس المتحدث الجمعة الماضي أنه ليس واثقا تماما حيال فرص إنهاء النزاع في سوريا. وردا على سؤال لمحطة “فرانس 24" التلفزية الفرنسية لمعرفة ما إذا كان واثقا من إمكانية وضع حد للحرب في سوريا، قال الإبراهيمي “لست واثقا"، وأضاف “ما أنا واثق منه هو أني سأقوم بكل ما أستطيع، سأبذل فعلا جهدي"، وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي)، قال الإبراهيمي “ربما أفشل ولكن أحيانا يسعفنا الحظ ونتقدم". وأعرب بالمناسبة عن أمله في أن يتعاون السوريون منذ البداية، وأن “تدعمني" الأسرة الدولية أيضا، مجددا ما قاله سلفه كوفي أنان الذي كان يطالب بجبهة موحدة في مجلس الأمن لإقناع الرئيس بشار الأسد بوضع حد للنزاع، مضيفا بقوله “هم منقسمون ولكن بإمكانهم بالتأكيد أن يجدوا أرضية تفاهم"، وأعلن الإبراهيمي أنه سيتوجه قريبا إلى نيويورك للقاء أعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وفي تصريح لصحيفة “النهار" اللبنانية، نشر السبت الماضي، قال الإبراهيمي الذي كان مبعوثا للجنة الثلاثية العربية إلى لبنان أواخر الحرب الأهلية (1975 - 1990) أنه عندما كان وسيطا لإنهاء الحرب في لبنان لم تكن إمكانات النجاح آنذاك أكبر مما هي الآن في سوريا، وردا على سؤال للصحيفة عمن أعطاه هذا الأمل، أجاب الإبراهيمي “لا أحد ولا أي شيء سوى أن الأممالمتحدة وأيضا جامعة الدول العربية لا يمكن أن تترك سوريا من دون محاولة مهما كانت الظروف صعبة وإمكانات النجاح متواضعة"، وشدد الإبراهيمي على أنه يريد أن يرى أين توقف كوفي عنان والإستفادة من الدرس الكبير الذي سمعناه عند استقالته، أي الأسباب التي دفعته إلى الإستقالة، وأهمها أن تأييد الذين عينوه لم يكن في المستوى المقبول، مؤكدا أنه يريد دعما قويا وحقيقيا من مجلس الأمن. وأكد الديبلوماسي الجزائري أن الدعم القوي لا يعني بالضرورة قرارا تحت الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة الذي يجيز فرض عقوبات وصولا إلى السماح باستخدام القوة، مبرزا أن صدور قرار تحت الفصل السابع أو عدمه هو أمر ثانوي، وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعلن، الجمعة الماضي، تعيين الإبراهيمي مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربية في الأزمة السورية خلفا لكوفي عنان المستقيل بداية الشهر الجاري. وقد رحبت دمشق السبت الماضي بتعيين الإبراهيمي مبعوثا دوليا جديدا بشأن الأزمة السورية، فيما واصلت قواتها عملياتها العسكرية في مناطق عدة. وقد أبدى البيت الأبيض، الجمعة الماضي، رغبة في الحصول على مزيد من التفاصيل بشأن مهمة المبعوث الأممي الجديد في منصبه، في حين رحبت بريطانيا بتعيينه وقالت على لسان أحد مسؤوليها في السياسة الخارجية أنها تؤيد تماما تعيين الإبراهيمي واصفة إياه أنه “صاحب" خبرة واسعة ستكون مفيدة له في سعيه للتوصل إلى حل سياسي ينهي العنف في سوريا. من جانبها، أشادت وزيرة الخارجية للإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بتعيين الأخضر الإبراهيمي مبعوثا دوليا جديدا للأزمة السورية متعهدة بدعمه لإنجاز “العمل الضخم الذي ينتظره"، في حين رحبت روسيا أيضا، السبت الماضي، بتعيين الإبراهيمي وأعنلت أنها تتوقع منه العمل على أساس خطة السلام التي أعدها المبعوث السابق كوفي أنان، وإتفاق جنيف حول مبادئ الإنتقال السياسي في هذا البلد، كما رحبت الصين أيضا بتعيين الإبراهيمي مؤكدة رغبتها في التعاون معه. للإشارة، فإن الأخضر الإبراهيمي 78 سنة، ديبلوماسي محنك عمل موفدا للأمم المتحدة في أفغانستان إثر إعتداءات 11 سبتمبر 2001، ثم في العراق بعد اجتياحه من قبل دول غربية عام 2003، وقد سبق للأخضر الإبراهيمي أن شغل منصب وزير الخارجية لبلادنا.