تمكنت وزارة التربية الوطنية أخيرا من القضاء على مشكل الأساتذة المتعاقدين في الطورين الابتدائي والمتوسط، إلا أن المئات من المتعاقدين في الطور الثانوي حرموا من التوظيف، بسبب عدم حيازتهم على شهادات الماستر ولم تشفع لهم خبرتهم التي فاقت أحيانا 10 سنوات، الأمر الذي دفعهم إلى الاحتجاج. احتج، أمس، العشرات من الأساتذة المتعاقدين الذين شاركوا في مسابقة التوظيف التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية والتي فتحت من خلالها أزيد من 16 ألف منصب، ونظمت في 12 أوت الجاري، بسبب حرمانهم من التوظيف، خاصة الأساتذة المتعاقدين في الطور الثانوي، بحجة أن أغلبهم لا يحوز على الماستر وإنما يحمل شهادة ليسانس. وقد نظم العشرات من المتعاقدين اعتصامات أمام مقر مديريات التربية عبر الوطن على غرار الجلفة، المسيلة، بسكرة، مطالبين بضرورة إعادة النظر في تقييم المتسابقين، خاصة وأن أغلب الأساتذة المتعاقدين يحوزون على شهادات خبرة في مجال التعليم تصل لدى البعض إلى 12 سنة خبرة، إلا أن ذلك، حسب رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين العيهار لطيفة، لم يشفع لهم، بل أعطيت لهم علامات لا تتجاوز 1 / 20 بالنسبة للخبرة، وهي أعلى علامة قدمت لهم، مشيرة إلى أن الوزارة تخلت عن وعدها المتعلق بالأخذ بعين الاعتبار سنوات الخبرة في التوظيف، من أجل حل مشكل المتعاقدين نهائيا، إلا أنها، حسب المتحدثة، فضّلت أصحاب الماستر، ولم توظف إلا القليل من المتعاقدين في الثانوي في الوقت الذي انعدم فيه مترشحون حائزون على ماستر في بعض التخصصات، وقد أكدت المتحدثة ذاتها أن المتقاعدين المحرومين يهددون بالاحتجاج أمام الوزارة إذا لم يتم تسوية وضعيتهم. من جانب آخر، تمكنت وزارة التربية من القضاء بشكل شبه نهائي على مشكل الأساتذة المتعاقدين في الطورين الابتدائي والمتوسط، حيث تم توظيف كافة المتعاقدين، ولم يبقَ أي أستاذ أو معلم يعمل بصفة التعاقد في الطورين السابقين، خاصة وأن وزارة التربية الوطنية فتحت الآلاف من المناصب التي أعطت لهم الحظ الوفير، إلا أنها حرمت في ذات الوقت الأساتذة المتعاقدين المترشحين للتوظيف في الثانوي من الترشح في نفس الوقت للتوظيف إما في الإكمالي أو الابتدائي، وهو ما حرمهم من التوظيف والادماج. للإشارة، فإن وزارة التربية الوطنية نظمت أكبر مسابقة منذ سنوات، بسبب العدد الكبير للمناصب المالية المفتوحة، والتي فاقت 16 ألف منصب، عمدت من خلالها القضاء نهائيا على مشكل التعاقد والاستخلاف، وقد أعلنت عن نتائجها، نهاية الأسبوع الماضي ومع بداية الأسبوع الجاري في بعض الولايات، والتي خلفت العديد من المشاكل والاضطرابات في مديريات التربية بسبب عدم نجاح المتعاقدين بالدرجة الأولى.