ليس هناك أغرب من حدوث أشياء من حولك وأنت تقف مشدوها لا تدري دوافعها ولا أسبابها ولا حتى تجد تفسيرا لها·· ضحك حماري وقال·· يا صاحبي دعك من هذا الكلام··· لماذا تريد تفسير الأمور وكأنك الرقيب على الدنيا؟؟ قلت له·· أرجوك اضبط لسانك ولا تدعه يسبقك·· فالصمت في بعض الأحيان وربما في الكثير منها حكمة··· قال·· هيا أفصح·· ما هي هذه الأشياء الغريبة التي تسبح في فلكك؟؟ قلت له·· يا حماري·· هل من الطبيعي أن نقرأ أخبارا تقول بأن شيخا طاعنا في السن قام بشنق نفسه دون معرفة الأسباب التي أدت به إلى ذلك؟؟ تنحنح حماري وقال·· فعلا معك كل الحق·· مثل هذه الأشياء محيرة فعلا·· مفهوم وطبيعي وعادي جدا أن يصدر هذا الفعل من شاب مقبل على الحياة فتتغير أقداره ويتجه نحو الموت نظرا للانسداد الشديد في قنوات الحياة برمتها· ومن البديهي أيضا أن يركب الشباب البحر في ''زودياك'' يبتلعه الحوت لا محال·· ولكن أن يقوم ''عجوز'' بالانتحار فهنا يوجد خلل ما·· علما أن الحادثة تكررت مع أكثر من شخص طاعن في السن·· ماذا عسانا أن نقول··· ربما حتى الموت أصبحت مستعصية في هذا البلد·· لذلك تجد الذين بينهم وبين الموت خطوة يستعجلون أقدارهم لأن لا شيء يسر في هذا البلد···!!