أكدت المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الإشتراكية أن متطلبات المشاركة التكتيكية في هذا البرلمان تفرض عليها وضع أجندة مستقلة عن أجندة النظام، وأجندة قالت الكتلة من شأنها العمل على إعادة الاعتبار للعمل السياسي، وتجنيد المواطنات والمواطنين من أجل فرض التغيير السلمي والديمقراطي. وأعلنت المجموعة في بيان لها بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان تمسكها بضرورة التغيير الديمقراطي والسلمي لهذا النظام الذي وصفته بالمفلس والذي يواصل سياسة الهروب إلى الأمام، هذا التغيير لن يتأتى إلا بفتح حوار حقيقي وجدي مع كافة أطياف الطبقة السياسية دون إقصاء، يمهد لمرحلة انتقالية تسمح بفتح حقيقي للمجال السياسي والإعلامي، وتنتهي بانتخاب مجلس تأسيسي سيد يضع أسس الجمهورية عبر دستور يكرس السيادة الشعبية وحكم القانون. وفي تحليلها للوضع العام بالبلاد، قالت المجموعة إن فصل الصيف فضح سياسة البريكولاج التي تعتمدها الحكومة في تسيير الشؤون العمومية، من عدم التدخل السريع واللامبالاة التي تعاملت بها مع الحرائق التي التهمت عشرات الآلاف من الهكتارات من الغابات راهنة بذلك مستقبل أجيال كثيرة، إلى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي أدخلت ملايين المواطنين في ليالٍ مظلمة في بلد يعتبر من أكبر مصدري الطاقة في العالم، ناهيك، قال البيان، عن أزمة المياه الحادة التي عرفتها مختلف ربوع الوطن رغم الملايير التي تصرف في هذا القطاع. ويفتتح البرلمان، حسب الأفافاس، دورته على وقع دخول سياسي واجتماعي يطرح أكثر من تساؤل ويثير مخاوف عديدة في ظل ما أبرزته التشريعيات الماضية من محدودية الإصلاحات السياسية التي باشرها النظام منذ مطلع السنة الماضية، التي أفرزت واقعا سياسيا يحول دون حدوث تغيير سلمي وديمقراطي، والنتيجة هي أن كل الأفق السياسية أصبحت مظلمة ومؤسسات دولة أصابها الشلل، يضاف إلى ذلك أن حالة الطوارئ المرفوعة على الورق فقط، بينما روحها ما زالت سارية، باستمرار مسلسل المضايقات والتحرشات القضائية التي تطال يوميا النقابيين والنشطاء الحقوقيين ورجال الصحافة، كما أن ملف المفقودين لم يجد له حلا بالرغم من مرور 20 سنة على بداية المأساة، ويندد الأفافاس بكل أشكال التحرشات التي تطال المناضلين والنقابيين والصحافيين، كما تقف مع عائلات المفقودين وتطالب بالكشف عن مصير أبنائها، وتسليط الضوء على تلك الحقبة المظلمة من تاريخ بلادنا.