ولدت ميّ زيادة بالناصرة في فلسطين، واسمها الحقيقي ماري بنت الياس زيادة، صاحب جريدة المحروسة. واختارت لنفسها إسم ميّ الذي اشتهرت به في عالم الأدب، وهي من أشهر أديبات الشرق وكاتبة موهوبة وخطيبة فسيحة الباع. كانت تنشر إنتاجها الأدبي في عدة مجلاّت عربية، كما كان يجتمع بعد ظهر الثلاثاء من كل أسبوع في دارها نخبة من العلماء والشعراء وقادة الفكر من أهل مصر، وهم يخوضون في الحديث ويتبارون في مختلف البحوث العلمية والفنية، تركت وراءها مكتبة نادرة لا تزال محفوظة بالقاهرة، وتراثاً أدبياً خالداً. الأفعى الزاحفة على الأرض كيف تستطيع أن تفهم النسر المحلق في الفضاء. الكلمة التي لا تموت تختبئ في قلوبنا، وكلما حاولنا أن نلفظها تبدلت أصواتنا كأن الهواء لم يتم استعداده لتلقي نبراتها. ما أنت في بعض الاجتماعات إلاّ بعض الناس، أما في عزلتك فجميع الناس. لئن كانت الجنة تحت أقدام الأمهات فإن الجحيم بين أيديهن، ولهنّ أن يكنّ لذويهنّ ولوطنهن نعيماً وجحيماً، عظمة وهواناً. لا أعرف شيئاً أجمل وأسمى من الصلاة في أي دين من الأديان... “هي محاولة للدنو من روح الحياة الكبرى" إن قطرة حزن في عمقها توازي بحر سرور في اتساعه. في بعض ساعات الألم تشعر بأن للزمان كهفاً تحفزه الضواري وأنت وحدك فيه سجين والناس فوقك شامتون يرقصون ويمرحون. إن الساقية الصغيرة لا تفقد معناها قرب النهر الكبير، بل إن جمال تدفقه يكسب ضعفها قوة.. وتعطيها جيرته مجداً وفخراً.