يرى المختص في تكنولوجيا الاعلام والاتصال الحديثة بجامعة الجزائر 3، الدكتور محمد لعقاب، أن شبكات التواصل الاجتماعي على رأسها الفايسبوك منحت المواطن سلطة إرسال واستقبال المعلومات، وأن التعتيم الذي يميز الحكومة الجزائرية التي وصفها بغير الاتصالية جعل المواطن الجزائري ينساق وراء الشائعات المتداولة في ظل غياب اتصال رسمي. ساهمت تكنولوجيات الاتصال الحديثة في بروز مواقع تواصل اجتماعية على غرار الفايسبوك الذي يعد من المواقع التي كانت سببا في تحريك الجزائريين عن طريق المعلومات المتداولة فيها، ما تعليقكم على ذلك؟ هناك ثلاثة عناصر أساسية لابد من توضيحها، يتمثل العنصر الأول في أن تكنولوجيا المعلومات بكل وسائلها سواء الهاتف النقال، الأنترنت، الأقمار الصناعية، شبكة التواصل الإجتماعي على غرار الفايسبوك، التويتر، السكايب غيرت قواعد اللعبة السياسية بدليل أن الرئيس الأمريكي هو أول رئيس وصل إلى سدة الحكم عن طريق الأنترنت، وما كان للثورات العربية أن تنجح لولا وجود هذه الوسائل وهذا دليل على أنها تمسك بقبضتها على المواطن، أما العنصر الثاني يتمثل في أن شبكة التواصل الاجتماعي نزعت السلطة من يد الحكومات ووضعتها في يد المواطنين الذين أصبحوا يملكون القدرة على إرسال واستقبال المعلومات أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما يجعل سلطتهم تتفوق على قدرة الحكومات، بينما يشمل العنصر الثالث المعلومات المنشورة والمتداولة عبر هذه الوسائل التي لا يمكن مراقبتها، ما يعني أن الرقابة الحكومية في هذه الحالة غير ممكنة باستثناء احتمال حذفها بعد النشر، وعلى الحكومات أن تعي القواعد الجديدة، ويتعين عليها أن تنشر المعلومات في وقتها. ما تعليقكم على كيفية تعامل المواطن الجزائري مع هذه المواقع؟ أعددت دراسة حول الجزائريين مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك، وتبين من خلال الدراسة أن أكثر مستخدمي هذا الموقع تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 43 سنة، يتميزون بالطموح والحيوية ونسبة كبيرة منهم من جنس الذكور، ما أريد التركيز عليه هو أن الدولة الجزائرية دولة غير اتصالية تتسم بالضبابية والتعتيم لأنها لا تنشر المعلومات عكس الحكومات الحديثة التي تسير أمورها عن طريق الاتصال، وكل الوزراء في هذه الحكومات لديهم ناطق رسمي ويعقد أغلبهم ندوات صحفية 5 مرات في السنة، وهذا ما يقودني إلى الحديث عن شائعة وفاة رئيس الجمهورية التي تم تداولها في هذه المواقع لأن غياب الاتصال الرسمي يؤدي إلى تفشي الإشاعات. من خلال استخدامكم لهذه الشبكة، هل تلاحظون أن المواطن الجزائري يستغلها لأغراض إيجابية أكثر منها سلبية؟ لابد من التأكيد على أن هذه الثورة التكنولوجية مرحلة تعيشها البشرية، فيها الكثير من الإيجابيات والمستخدم في حد ذاته هو الذي يحدد طريقة استخدامها، كما أن شبكة التواصل الاجتماعي مفيدة جدا لكن أحيانا نتلقى معلومات نحن بحاجة إلى التأكد من صحتها، ممكن أن تستخدم الشبكة لدعم الشبكات الإرهابية والدعارة، وهذا ما يندرج في السلبيات. ما أريد الوصول إليه هو أن هذه المواقع عبارة عن وسيلة كغيرها من الوسائل تتوقف طريقة استخدامها على الشخص المستخدم في حد ذاته، ولا يمكن أن نغطي على الحكومة التي جاء تكذيب خبر وفاة الرئيس من وزارة خارجيتها، وهذا دليل على أن الحكومة الجزائرية لا تصلح لهذا العصر. استنادا إلى نتائج الدراسة التي أعددتموها، ما هي الفئة الاجتماعية الأكثر استخداما لهذه المواقع؟ الأنترنت تستخدم من قبل المتعلمين، أي كل من له مستوى تعليمي يقبل عليها وبالتالي لا تنحصر في فئة معينة كالمثقفين مثلا، ضف إلى ذلك أن استخدامها يختلف من شخص إلى آخر، فاهتمامات الطالب تختلف عن غيره بالإضافة إلى أن الحالة النفسية تلعب دورا في استخدامها، فعلى سبيل المثال المراهقون يستخدمون مثل هذه المواقع لمد جسور التواصل قصد إنشاء علاقات عاطفية.