أكد المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية السيد حميد كاشا، أن وكالات الأنباء ستظل المصدر الرئيسي للخبر رغم المنافسة الشرسة التي تتلقاها من طرف شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، مضيفا أن الدور الأساسي ل ''وأج'' سيبقى تقديم الخدمة العمومية مع اعتماد معايير السرعة، الفعالية والمصداقية. وأوضح خلال جلسة الاختتام لملتقى ''وكالة الأنباء الخدمة العمومية وفرص الإعلام عبر الانترنت'' المنظم إحياء للذكرى ال 50 لتأسيس الوكالة أن المطلوب حاليا هو كيفية التكيف مع التكنولوجيا والرقمنة الحالية. أكد المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية، وأشار حميد كاشا إلى أن مشاريع عديدة ستجسد في المستقبل من شأنها أن تجعل الوكالة تحافظ على مكانتها كأول مزود للخبر في الجزائر وتجعلها تتماشى مع التحولات الكبيرة التي شهدها عالم الإعلام والاتصال والتي أصبحت تشكل تحديا كبيرا لوكالات الأخبار الوطنية منها والعالمية، مشددا على أن الدور الأول والأساسي للوكالة هو ضمان الخدمة العمومية. واتفق المتدخلون أمس في اليوم الأخير للملتقى على أن التكنولوجيا الرقمية في مجال وسائل الإعلام والاتصال وعلى رأسها شبكات التواصل الاجتماعي التي أحدثت تغييرات من حيث الشكل والمضمون فتحت آفاقا جديدة أدت إلى توسيع هامش الحرية والمبادرة لصالح المواطن البسيط، لا يمكن أن تعوض وكالات الأنباء التي تعتبر أكثر مهنية ومصداقية وأخلاقية وإنما هناك تعايش تام بين جميع هذه الوسائل بدون مشاكل أو خسائر أو أضرار تذكر. ويذهب الأستاذ العيد زغلامي أستاذ بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة والعلوم الإعلامية إلى حد القول أن هناك تقاربا تكنولوجيا يلوح في الأفق لكنه يستلزم توفر مجموعة من الشروط هي وفاق ديمقراطي والتقاء القيم والأفكار والمصالح بين المبدعين، صناع القرار والمستخدمين لهذه الوسائل. ويتساءل الأستاذ ما إذا كانت وسائل الإعلام الاجتماعية أو ما تعرف كذلك بوسائل الإعلام الجديدة والتي توفر المزيد من سهولة الاستخدام والتفاعل الفوري، قادرة على ضمان القيم الأساسية للإعلام أي الالتزام بالموضوعية والحياد وباختصار قول الحقيقة. ويستطرد المتدخل بقوله أن وسائل الإعلام التقليدية وكالات الأنباء، الجرائد، الراديو والتلفزيون تواجه فعلا تحديات تكنولوجية، مؤكدا أن الحل يكمن في الالتزام بالواقعية والتحكم وروح الابتكار من خلال مزيج من البراعة التكنولوجية والمبادئ والقيم الصحفية. من جهته، أكد فيليب اونيون نائب المدير الجهوي أوروبا -إفريقيا لوكالة الأنباء الفرنسية ''واف'' أن عدد مستخدمي الانترنت في العالم بلغ بحلول 2011 مليارين إذ أضحت الانترنت وسيلة شائعة غزت جميع البلدان ومست كل الطبقات الاجتماعية مما جعلها ومنذ أمد بعيد تفقد الكثير من سحرها وجاذبيتها التي تميزت بها في أول عهدها، لكن تأثير الثورة الرقمية على عالم المعلومات لم يخمد بعد بحيث يظهر جليا وبشكل عنيف أحيانا على أداء وسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأنواعها أن الفايسبوك، تويتر، أقراص الكمبيوتر، الهواتف الذكية، ويكيبيديا، ويكيليكس والأخبار عبر غوغل على سبيل المثال - يضيف المتحدث - هي وسائل ما انفكت تزرع بذور الشك حول شرعية وأهمية وسائل الإعلام التقليدية باستثناء وكالات الأنباء التي لم يصبها ما أصاب هذه الأخيرة من تأثيرات بفضل اعتمادها أجهزة الإعلام الآلي قبل ظهور الانترنت، إذ لا نسمع في الوكالات عن مشاكل يثيرها الانتقال من استعمال الورق إلى استعمال الانترنت ومن الإنتاج المجاني إلى الخدمات المدفوعة الأجر، بل أن ظهور هذه الوسائل الجديدة -يضيف المتحدث رفع عدد زبائن وكالات الأنباء التي يكفيها للتكيف مع الوضع الجديد تعديل طريقة إرسال موادها وتقديم مواضيع جاهزة للبث عبر شبكة الانترنت. أما الأثر السلبي الأكبر فيتمثل في معاناة بعض الصحف - من زبائن وكالات الأنباء - من تدني عدد القراء والمعلنين، مما أدى إلى خفض مشترياتها من خدمات الانترنت. ويضيف ممثل وكالة الأنباء الفرنسية، في السياق، أن مستقبل وكالات الأنباء يعتمد إلى حد ما على قدرة عملائها على خلق اقتصاد معلومات جديد حيث يشعر المواطن المستهلك بقيمة هذه الخدمة، مشيرا إلى انه يجب على وكالات الأنباء خلق هذه الظروف على أن لا تتردد في التعامل مع الرأي العام والاستفادة من هذه التقنيات الكبيرة لتوسيع نطاق جمهورها وتثبيت شرعيتها. فالعالم ووسائل الإعلام في جميع أنحاء المعمورة -حسب - الإعلامي الفرنسي في حاجة إلى وكالات أنباء قوية وعالية الأداء تتميز بروح الابتكار والتعاون. ويرى الأستاذ بلقاسم مصطفاوي من المدرسة الوطنية العليا وعلوم الإعلام بالجزائر من جهته أن وكالة الأنباء الجزائرية على غرار الوكالات الكبرى تتمتع بورقة رابحة من حيث الوسائل التقنية والمنشأة التحتية والشبكة القوية لجمع الأخبار الوطنية وزبائن وسائل إعلام وطنية وأجنبية تترقب عروضها كما أن التغطية الأولية لعملها يجب أن تولى لتراث الجزائر بأكمله.