فيما نفى رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري أن تكون الجزائر صادرت ما أسماه حق شبيبتها في التواصل عبر الشبكات الاجتماعية، أو حجرت حريتهم بحجب مواقع انترنيت ''وهي بذلك عكس بدان عربية وأجنبية''، لفت مسؤول كبير في الشرطة الانتباه إلى مخاوف من استغلال مواقع اجتماعية لتوقيع الضرر بالحياة الخاصة للأشخاص. وحاول عبد العزيز زياري، أمس، سحب حجة الرقابة على مواقع الأنترنيت من الحالة الجزائرية بما يجعلها مختلفة عن حالات عربية ثارت فيها الشعوب ضد حكامها، وقال خلال يوم برلماني حول ''شبكات التواصل الاجتماعي عبر الأنترنت: تحليل- رهانات -تأثير'' أن الجزائر ''لم تصادر يوما حق شبيبتها في التواصل'' مع مختلف الأجناس من خلال شبكات التواصل الاجتماعي عبر الأنترنت و''وعلى عكس بلدان عربية وأجنبية لم تصادر يوما حق شبيبتها ولم تحجر على حريتهم بحجب أي موقع''. لكن زياري عاد ودافع عما أسماه مسؤولية الدولة في وضع ''الاستراتيجية اللازمة للتوفيق بين رغبات شبابنا وحقهم في الانفتاح على العالم الخارجي من جهة، وفي حمايته من أي تأثير أو مسخ أو استغلال تكون له عواقب وخيمة''. وبين اليوم البرلماني أن فضاء (الفايسبوك) في الجزائر، يسجل وحده مليونين ومائة ألف مشترك(1,2 مليون)، ما يبعث مخاوف وفقا لممثل عن المديرية العامة للأمن الوطني، تتصل بإمكانية تعرض الحياة الخاصة للأفراد للضرر، وقال محافظ الشرطة مصطفى عبد القادر عن هذه المخاطر ''ما تعلق بمعلومات تخص الحياة الشخصية للأفراد''. وعدد في هذا الشأن جملة من الأمثلة كسرقة المعلومات الخاصة والمعطيات البنكية وتسريب هذه المعطيات للشركات بغية تسويقها إلى جانب مظاهر أخرى كنشر الصور المخلة للحياء. وتضع الأرقام الرسمية، الجزائر في المرتبة ال25 عالميا من حيث عدد مستخدمي موقع (فايسبوك)، الذي يحظى باشتراك 876 مليون مستعمل عبر العالم، ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الباحث الجزائري في تكنولوجيات الإعلام يونس قرار أنه ''خلال كل 02 دقيقة يتم تداول مليون موقع و3 ملايين صورة و01 ملايين تعليق''. وأن نحو ''09 بالمائة من مستخدمي الفايسبوك تقل أعمارهم عن 44 سنة''. وقد أيد وزير الشباب الهاشمي جيار مخاوف المديرية العامة للأمن الوطني، إلا أنه شدد على ضرورة ''التركيز على الإيجابيات'' خاصة خلال المرحلة التي تعيشها الجزائر. وبخصوص ما تعيشه بلدان عربية من تحولات سياسية، قال جيار ''جزء كبير مما يجري في العالم العربي هو نتيجة لهذه الشبكات وليس نتاج محلي فقط''. ويعتقد الوزير جيار بضرورة ''توظيف'' هذه الشبكات في ''بناء المواطنة والتمدن'' وكذا بالنسبة ''للمحافظة على الهوية وتعميق المسار الديمقراطي وبعث مسار الإصلاحات''. من جهته أفاد سليم عسلة مستشار وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، بأن عدد المشتركين في شبكة الأنترنت ذات التدفق العالي بلغ 038 ألف مشترك في نهاية فيفري 1102 أي بمعدل ولوج يقدر ب01 بالمائة.