تقف السفارة الأمريكية في وجه قرار هدم معبد يهودي آيل للسقوط يقع ببلدية باب الوادي، حيث أخذت هذه القضية طابعا سياسيا تحاشت السلطات المحلية التعاطي معه رغم أن المبنى الكائن بشارع حطاب باي سليمان ببلدية باب الوادي المعروف ب ''ديجون'' يوجد في حالة يرثى لها ويعتبر خطرا يهدد حياة عدد كبير من المارة وسكان الحي كونه قديم ومهترئ، والأخطر في الأمر هو موقع المعبد الواقع الجوار مدرسة مالك بن رابية التي يدرس بها 328 تلميذ أرواحهم مهددة في أية لحظة، ما جعل أولياءهم متخوفون من حدوث ما لا يحمد عقباه إذا لم يتم إيجاد حل لهذا الخطر الصامت· تتفادى السلطات التعاطي مع ملف المعبد اليهودي المهدد بالإنهيار نظرا لكون الأمر يتعلق بهيكل ديني يتمتع بحماية أمريكية رسمية تحول دون المساس بهذا المبنى دون طرح بديل يتمثل في المسارعة بترميمه ودرء الخطر عن سكان الحي· ومن خلال الزيارة التي قادت ''الجزائر نيوز'' إلى المكان، تحدثنا إلى بعض المواطنين بالحي الذين أكدوا أن هذا المعبد يشكل خطرا كبيرا عليهم منذ عدة سنوات نتيجة الوضعية التي آل إليها، بحيث أصبح مجرد هيكل يمكن أن ينهار في أية لحظة ويخلف كارثة حقيقية خاصة على الأطفال الذين يدرسون بالابتدائية المحاذية له، وهي مدرسة مالك بن رابية، حيث عبّر بعض الأولياء عن تخوفهم الشديد من هذا الوضع دون تدخل السلطات المحلية بالرغم من الشكاوى العديدة المقدمة بهذا الخصوص في السنوات الماضية، خاصة وأن المكان أصبح يهدد من جهة أخرى سلامة المواطنين سواء القاطنين بالحي أو المارة، وهذا نتيجة اتخاذ المنحرفين هذا المعبد ملجأ لممارسة طقوسهم اليومية بتعاطي المخدرات وشرب الخمور خاصة ليلا، إذ تعرض جراء ذلك العديد من المواطنين إلى الاعتداءات بالأسلحة البيضاء بدافع السرقة· وعلى هذا الأساس، قال سكان شارع حطاب باي سليمان أنهم يواجهون خطرا ذو وجهين في ظل انعدام الأمن، حيث أصبحوا يتفادون المرور بمحاذاة هذا المعبد· ومن أجل التأكد من خطورة الوضع، قصدنا مدرسة مالك بن رابية، وخلال تحدثنا مع أحد المسؤولين، أكد أن المعبد يشكل خطرا على تلاميذ المدرسة وعلى السكان بصفة عامة، وأضاف أن بلدية باب الوادي منذ حوالي ثماني سنوات حاولت التدخل لهدم المبنى، لكن تدخل السفارة الأمريكية حال دون تحقيق ذلك· رئيس بلدية باب الوادي كتو حسان ل ''الجزائر نيوز'': راسلنا مسؤولي مواقع العبادة اليهودية ولم نتلق أي رد أن البلدية تهتم بهذا الملف بصفة جدية، حيث راسلت كتابيا كل من الوالي المنتدب وكذا الهيئة المسؤولة عن مواقع العبادة اليهودية بالبليدة، ولكن لم تتلق البلدية أي رد، وأوضح السيد كتو أن البلدية تعتزم التنقل إلى البليدة للقاء المسؤولين وطلب تسريح بالهدم· حسب الشكوى التي قدمها أحد سكان البلدية، هل يشكل المعبد اليهودي الكائن بشارع حطاب باي سليمان فعلا خطورة على السكان؟ بالفعل، هذا المعبد يهدد سلامة المواطنين، وخطر انهيار أحد جدرانه قائم لا محال خاصة ونحن مقبلين على فصل الشتاء، حيث ستعجل الأمطار من انهياره، لكن من جهة أخرى أنفي صحة ما قاله المواطنون بخصوص اتخاذ المعبد ملجأ للمنحرفين كون دخوله غير ممكن· هل صحيح أن البلدية سبق لها وأن تدخلت لهدم المبنى لكن لم تتمكن من ذلك بسبب تدخل السفارة الأمريكية؟ بالفعل، حاولت البلدية تخليص السكان من هذا الخطر الذي يحدق بهم، وكان ذلك منذ حوالي ثماني سنوات، لكن لم تتمكن من ذلك كون المعبد تحت الوصاية الأجنبية، وبالتالي لا بد من أخذ تسريح بالهدم من أجل التمكن من ذلك· ومن أجل ذلك تم الاتصال سابقا بالوالي المنتدب، بالإضافة إلى مراسلة الممثل أو الراعي الرسمي للكنائس بالجزائر الكائن بالبليدة منذ السنة الماضية، لكن لم نتلق أي جواب بهذا الخصوص· ماهي الإجراءات التي اتخذها المجلس الحالي بخصوص إيجاد حل نهائي للمشكل؟ من أجل إيجاد حل نهائي لهذا المعبد سنتنقل خلال الأيام المقبلة إلى البليدة من أجل طرح القضية مرة أخرى على ممثل الكنائس شخصيا، وهذا من أجل اتخاذ قرار تكفلهم بالمعبد أو إعطائهم تسريحا بالهدم، وسنقوم بذلك حفاظا على سلامة مواطنينا·