خلفت الاشتباكات الدموية التي اندلعت ليلة أول أمس بين شباب حيي التوت وبن تليس بقسنطينة قتيلا يبلغ من العمر 29 سنة وجرحى بالجملة، وسط طرفي الصراع حالة بعضهم خطيرة تطلبت إجراء عمليات جراحية استعجالية لهم، بينما تطلب إخماد نار الغضب التي اشتعلت لحوالي ثلاث ساعات تعزيزات أمنية كبيرة... وقائع القضية حسب شهود عيان تعود إلى مساء أول أمس حوالي الساعة السادسة عندما تحول الحديث الذي دار بين المتهم والضحية إلى مشادات انتهت باستلال القاتل لسلاحه الأبيض وقام بطعن الضحية على مستوى القلب، ما تسبب له في جرح غائر كان السبب في وفاته لحظات قبل وصوله إلى المستشفى. بعدها انتقل أهل الضحية وجيرانه إلى مركز الأمن الثامن الموجود بحي التوت أين قاموا بتقديم شكوى وطلبوا دعما من أجل توقيف القاتل الذي فر نحو منزله الكائن بحي بن تليس، غير أن رجال الأمن رفضوا مشاركة أهل الضحية في عملية التوقيف وقاموا بتفريقهم، ليتحول الأمر بعد ذلك إلى مطالبة بالثأر حيث قام سكان حي التوت الذي ينحدر منه الضحية بتشكيل فرقة وانتقلوا إلى حي بن تليس أين وجدوا نظراءهم على استعداد للرد عليهم، وقبل أن تنشب حرب بينهم استعمل خلالها الطرفان كل أنواع الاسلحة البيضاء من سيوف خناجر وهراوات كما تبادلوا الرشق بالحجارة والمولوتوف وهو ما عجل برجال الأمن الذين كانوا في مهمة بالحي للقبض على القاتل إلى طلب دعم إضافي من أجل احتواء الوضع، وهو ما كان بعد حوالي نصف ساعة من الزمن لتتكرر بعد ذلك الاشتباكات بين الطرفين بعد أن انتقل أهل القاتل وجيرانه لحي الضحية من أجل الرد على الهجوم الذي تعرضوا له، الشيء الذي تسبب في فوضى عارمة خلفت جرحى بالجملة في أوساط الطرفين. من جهتها وجدت قوات الأمن صعوبة كبيرة في التحكم في الوضع بالرغم من الدعم الإضافي الذي طلبته، حيث أن العدد الكبير للمتصارعين حال دون تفريقهم وهو ما جعلها ترابط على مداخل الحيين، كما قامت بتوقيف حركة السير على جميع الطرق التي تؤدي إلى الحيين أو تقطعها لحوالي ساعة من الزمن بهدف حماية المواطنين من الاعتداء عليهم من جهة، ومنع وصول أطراف أخرى للمشاركة في الاشتباكات من جهة أخرى. ذات المصادر أضافت بأن القاتل وبعد هدوء الوضع حاول الهرب إلى خارج الولاية حيث تم رصده بينما كان يهم بركوب حافلة كانت متجهة نحو إحدى الولايات الجنوبية، غير أن تفطن رجال الأمن له جعله يفر مرة أخرى، وقد استمر البحث عنه لحوالي 12ساعة من الزمن قبل توقيفه صباح أمس اين تم اقتياده نحو مديرية الأمن. من جهته ذكر المكلف بالاتصال على مستوى مديرية الأمن أن الأوضاع تم التحكم بها دون تسجيل أي موقوف من الطرفين عدى القاتل الذي لا يزال التحقيق جاري معه، على أن يتم عرضه في وقت متأخر من مساء أمس أو صباح اليوم على وكيل الجمهورية بتهمة الضرب المفضي إلى وفاة. ومثل هذه الحوادث لا تعد الأولى من نوعها بقسنطينة، حيث تحولت في الفترة الأخيرة من استثناء كان يصنعه بعض الشباب المنحرفين على مستوى بعض الأحياء التي تعرف بالجريمة إلى عادة يومية أصبحت تميز جميع أحياء قلب المدينة، وكذلك الحال بالنسبة للمدينتين الجديدتين “علي منجلي" و«ماسينيسا" التي تحول فيهما الصراع على الزعامة والتربع على عرش الإجرام إلى هواية الكل يبحث عن بلوغها على حساب الآخر، بالرغم من الخسائر التي تخلفها سواء على الصعيدين البشري والمادي على حد سواء، وهي ظاهرة من المنتظر أن تعرف انتشارا كبيرا على مستوى المدينتين الجديدتين مستقبلا في ظل عمليات الترحيل التي ستمس الأحياء المعروفة بالجريمة على غرار فج الريح شعباي واد الحد وحي بن تليس الذي كان سكانه أحد طرفي الصراع في الحادثة التي نشبت مساء أول أمس.