تعتبر دائرة دائرة ذراع الميزان نقطة عبور محورية لثلاثة طرق وطنية وهي رقم 30 و25 و68، تبعد عن عاصمة الولاية تيزي وزو بحوالي 45 كلم وعن ولاية البويرة ب35 كلم، تحدها من الشرق دائرة بوغني ودائرة معاتقة، من الغرب دائرة تيزي غنيف ومن الشمال دائرة ذراع بن خدة، كما يحدها من الجنوب ولاية البويرة، تتربّع على مساحة قدرها 84 كلم2، تعرف هذه الدائرة إرتفاعا ملحوظا في الكثافة السكانية خلال السنوات الأخيرة، حيث تعد الثانية بعد دائرة تيزي وزو باعتبار أن تعدادها اليوم يتجاوز 45 آلف نسمة حسب الإحصاء الأخير لسنة 2008. تتميز بمناخها القاسي وطرقاتها الملتوية وتمتاز بمناظر طبيعية خلابة ما يؤهلها أن تكون قبلة للسياح تنتظر فقط من يدعمها. شباب بطّال وغياب شبه كلي للمشاريع التنمويّة يري سكان ذراع الميزان أن منطقتهم أصبحت في طي النسيان من طرف المسؤولين المحليين رغم أنّها تتوفّر على فسيفساء من الثروات الطبيعيّة و عتبر محظوظة جدا من هذه الناحية، كما أنها تتوفّر على قدرات كبيرة لتطوير قطاع الفلاحة والصّناعة وأيضا الخدمات كالسياحة والتجارة بالإضافة إلى توفرها على الأوعية العقاريّة التي من شأنها استقبال المشاريع التنمويّة بمختلف أنواعها، غير أنّ النشاط واستغلال الثروات يظل محتشما ودون المستوى المطلوب، حيث يعيش هؤلاء حالة من التخلّف التنموي الذي لايزال يحاصرهم، خاصّة في القرى والمداشر البعيدة التي يعاني سكانها الفقر والحرمان بسبب غياب المرافق والتّهيئة بالإضافة إلى العزلة المفروضة عليهم نظرا لعدم وجود أي هيكل عمومي من شأنه خلق مناصب شغل قارة لهم والتي تسمح بإنعاش وتيرة الشغل وتوفير سبل العيش وإنتشالهم من دائرة الفقر المدقع الّذي يهدد مستقبلهم، حيث يطالب هؤلاء بإنشاء مرافق قاعديّة لاحتواء شبح البطالة الّذي ينخر جسد شباب المنطقة الّتي تحوّلت أحلامهم إلى كابوس لا يطاق وتوفير لقمة العيش لسد رمقهم، كما طالبوا التكفّل بانشغالاتهم وتمكين المنطقة من الاستفادة من مختلف المشاريع التنمويّة لأجل إنقاذها من التدهور المستمر وتشجيع الاستثمار فيها للدفع بعجلة التنمية نحو بر الأمان. اتلشاحنات التي تعبر وسط المدينة تؤرق راحة السكان ومن جهة أخرى، يعاني السكان من متاعب حركة الشاحنات ذات الوزن الثقيل التي تعبر وسط مدينتهم الصغيرة للعبور نحو الولايات المجاورة مثل ولاية البويرة والمسيلة وبرج بوعريريج، كونها تقع على الطريق الوطني رقم 25 وتشكل نقطة عبور محوريّة لثلاثة طرق وطنيّة، حيث أبدى السكّان تذمّرهم من الإزعاج الّذي يطالهم طيلة النّهار والّذي يمتد إلى ساعات متأخرة من اللّيل الّذي انجر عنه نوبات من القلق الدائمة التي تصيبهم نتيجة الأصوات المتعالية من محركاتها وزادت حدّة مخاوفهم على أبنائهم من خطر التّعرّض لحوادث مميتة وكذا مخاطر الإصابة بأمراض الرّبو الناجم عن تطاير الغبار ناهيك عن تسببها في تدهور الطّريق الرّئيسي بفعل الاستعمال الدائم له والتي عكّرت صفو حياة السكّان، ومن أجل الحدّ من هذا المشكل العويص استفادت الدائرة من غلاف مالي يقدر ب20 مليار سنتيم لأجل إنشاء طريق مؤقت خارج المدينة في الجهة الغربية ويكون خاصا بالشاحنات ذات الوزن الثقيل وهذا من أجل التقليل من الاكتظاظ والاختناق المروري ولتفادي الحوادث التي تسبّبها كل يوم في انتظار إيجاد حل آخر يرضي الجميع، حيث أكد السيد «ديدوش حمو» رئيس بلدية ذراع الميزان أن بداية أشغال انجاز هذا المشروع ستكون خلال السداسي الأوّل من سنة 2012 وستتكفل بإنجازه مديرية الأشغال العمومية لولاية تيزي وزو. انجاز السّكنات للمواطنين في بلديّة ذراع الميزان يبقى ضئيلا رغم المجهودات الكبيرة التي يسعى إليها رئيس بلدية ذراع الميزان السيد «ديدوش حمو» للحد من أزمة السكن التي يغرق فيها المواطنون بسبب الكثافة السكانية التي تزداد من يوم لآخر، إلاّ أنّ عدد الطلبات يفوق نسبة السكنات المنجزة، حيث أنجز أول مشروع للسكن التساهمي سنة 2001 ويضم 30 وحدة سكنية، فيما برمج الآن انجاز 450 وحدة سكنية تساهمية جديدة، وأسندت مهمة انجازها إلى 10 مقاولين وهذا لأجل استلامها في آجالها المحدّدة، ومن جهة أخرى تم الانتهاء من مشروع انجاز أكثر من 400 سكن ترقوي مدعم، وفي إطار برنامج القضاء على السكنات الهشة أحصت البلدية 426 سكنا هشا في كل من قرية «معمر» و»بوفحيمة»، حيث سيتم هدمهم وإعادة بناء سكنات جديدة لائقة في نفس الأراضي، كما تطرق رئيس البلدية إلى مشكل الأحياء القصديرية في «حي الاستقلال» التي شوهت منظره، إذ أكد على هدمها في الأيام القليلة المقبلة وتعويضها بسكنات عصرية، أما فيما يخص برنامج السكن الريفي بالبلدية، فقد تم انجاز 400 مسكن ريفي وتبقى مئات الطلبات للحصول على إعانة 70 مليون سنتيم المخصّصة للبناء الريفي متراكمة في أدراج المكاتب، لأن أغلبية المواطنين لا يلتزمون بالشروط الضرورية للاستفادة من المبلغ وأول هذه الشروط عدم حيازتهم على شهادة ملكية للأراضي. القطاع الصحي في القرى المعزولة والمناطق الجبليّة يحتضر يشكو القطاع الصحي في القرى المعزولة والمناطق الجبليّة من عدّة نقائص يصعب حصرها وتحديدها بسبب كثرة العراقيل الّتي تحول دون الرّفع من مستوى ونوعيّة الخدمات الصحيّة المقدّمة، حيث يتواجد في وضعيّة لا يحسد عليها، إذ دخل مرحلة الإحتضار بإمتياز نتيجة التدهور شبه الكلي للهياكل الصحيّة الّتي تشكّل هاجس المواطنين الّذين يتحمّلون عبء التنقّل خارج الدائرة للحصول على بعض الخدمات، ففي الزيارة التي قامت بها «السلام اليوم» إلى قرية «سنانة» صرّح السكان الذين تحدثوا للجريدة بأنهم يعانون في صمت من تردّي الخدمات الصحية في منطقتهم بالإضافة إلى انعدام المعدات الضرورية للعلاج، ففي هذه القرية يوجد مركز صحي واحد دار عليه الزمن وحوله إلى هيكل بلا روح، فغياب اهتمامات المسؤولين عن هذه المنطقة جعل منها كارثة حقيقية، إذ لا يتوفر على أدنى الوسائل الضرورية وشروط العمل، حتى طاولة العلاج لم تجدّد منذ سنوات الثمانينات، كما أنّ سقفه اهترى وتآكلت جدرانه، وكوابل الكهرباء معلقة وهناك خطر كبير في التعرض لصعقة كهربائية لو لامست الماء، حتى السياج الذي يحيط بهذا المركز الصحي من الخارج أكله الصدأ بسبب قدمه، إذ لم يغير منذ أكثر من 20 سنة، ففي هذه الظروف المأساوية يعمل الطبيب والممرّض الوحيد الذي راسل أكثر من مرّة الجهات المختصّة، إلا أن هذه الطلبات لم تلق آذانا صاغية، ويؤكد السكان أنه من أجل الاستفادة بخدمات صحية يضطرون إلى قطع كيلومترات للوصول إلى مستشفى «كريم بلقاسم» في مقر الدائرة أو المركز الإستشفائي الجامعي «نذير محمد» بمدينة تيزي وزو، وتستمر معاناتهم ما لم يجدوا طبيبا مختصا أو أجهزة الأشعة التي لا يستطيعون دفع تكاليفها الباهظة في العيادات الخاصة. سكّان قرية «تازروت نسليوي» يشتكون من غياب الغاز الطّبيعي وفي قرية «تازروت نسليوي» التي تبعد عن مقر الدائرة بحوالي 15 كلم يعاني سكانها من عدم التكفل الاجتماعي بهم وهو القاسم المشترك بين مواطني القرى والمداشر البعيدة والمعزولة في دائرة ذراع الميزان، كما أنهم يعانون من الظروف الطبيعية القاسية جدا، خاصة في فصل الشتاء، حيث تشتد أزمة غاز البوتان عليهم مع اشتداد موجات البرد المتلاحقة، إذ تعرف هذه المنطقة مناخا جد قاس في فصل الشتاء ويزداد الطلب على قارورة الغاز، كما أن برودة الطقس تدفع بهم إلى الخروج للغابة وجمع الحطب الجاف من اجل التدفئة والطبخ بسبب تماطل السلطات المحلية بربطها بشبكة الغاز الطبيعي التي تعبر قريتهم، حيث يقول السكان بأن خطر التفجير المتعمد لقنوات الغاز من قبل الإرهابيين بات يهددهم في كل مرة، و غم أن المشروع مبرمج لهذه القرى، إلاّ أنّ الأشغال لم تنطلق به، وفي ظل هذه الأزمة والمعاناة يناشد السكّان السلطات التعجيل في انطلاقه لحل أزمتهم مع قارورة غاز البوتان. رحلة البحث عن الماء الشروب تزيد من معاناة السكّان وعلى صعيد آخر، لاتزال رحلة البحث عن الماء الصالح للشّرب تطبع يوميات القرى منذ سنوات دون إيجاد حل لهذه المعضلة الّتي نغصت معيشة السكّان بمختلف شرائحهم، حيث تحوّلت إلى أزمة عطش حادة بفعل جفاف حنفياتهم وحرمانهم من هذه المادة الحيويّة التي تعتبر عنصر الحياة، فسكّان المناطق المعزولة يقطعون يوميا مسافات طويلة للبحث عن منبع يتزوّدون منه رغم الشّكاوى المتكرّرة للمواطنين الّذين يناشدون المعنيين بالأمر بضرورة وضع حد لمعاناتهم، هذا الإنشغال نقلته جريدة «السلام اليوم» إلى رئيس بلدية ذراع الميزان السيد «حمو ديدوش» الّذي أكّد أنّ المشكل مأخوذ ضمن أولويات البلديّة، مشيرا إلى أن المشروع مسجّل منذ مدّة وأن آخر الحلول الّتي بادرت باقتراحها الجهات القائمة على شؤون القطاع هي عمليّة تجديد كلي لقنوات توصيل المياه الصالحة للشرب وربط سكنات المواطنين من سد «كوديا تسرذونت» بولاية البويرة وعلى المواطن التقيّد بالصّبر لحين إستكمال الأشغال. معاناة التلاميذ مع مشكل نقص النقل المدرسي تستمر وفي سياق آخر، يشتكى أو ياء تلاميذ إكماليات قرية «ثيشثوين» ببلدية آيت يحي موسى في دائرة ذراع الميزان من مشكل غياب النقل المدرسي، حيث يضطرّ التلاميذ إلى قطع مسافة أربعة كلم ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام محمّلين بمحافظ أثقلت كاهلهم مرورا عبر مسلك ترابي في الغابة مع كل ما تحمله من أخطار عليهم بسبب الوضع الأمني المتردي الّذي تشهده المنطقة ليصلوا إلى الطريق الوطني رقم 25 وينتظرون من يقلّهم إلى مدارسهم في ظل غياب أي نوع من وسائل النقل، وقد تسبب هذا الوضع في متاعب جمّة لهم، حيث انعكس سلبا على تحصيلهم العلمي بسبب وصولهم في أغلب الأحيان متأخّرين إلى مقاعد الدّراسة. وبغرض الحد من معاناتهم اليوميّة، يطالب أولياءهم الجهات المسؤولة التكفّل بأبنائهم وتوفير وسائل نقل خاصّة بهم. ورغم المشاكل الكثيرة التي تتخبط فيها دائرة ذراع الميزان والنّقائص الكبيرة التي تعاني منها في شتى المجالات والتي تحول دون إخراجها من العزلة المفروضة عليها طيلة سنوات، بالإضافة إلى نقص شبه كلي للمشاريع التنمويّة التي من شأنها أن ترقى بالحياة الكريمة للمواطن، إلاّ أنها تدخل ضمن قائمة الولايات المنتدبة التي لاتزال تنتظر حظها من الترقية التي وعد بها أحد المسؤولون السكّان أثناء زيارتهم للمنطقة خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2009.