انتظرت لأكثر من ثلاثة أيام أن أرى ردود فعل جاب الله وأبو جرة حول ما يحدث من إساءة علنية للإسلام ولكني لم أسمع شيئا، قد تقولون لماذا خصصتهما بالذات دون الجميع وهذا سؤال معقول، والإجابة بسيطة جدا هو أني منذ أن عرفت الرجلان وأنا أرى اللحية في الوجه والسبحة في اليد والقميص الأبيض على الجسد. لذلك لم أتخيّل للحظة أن يصمت هؤلاء حينما يصرخ كل العالم وتخيّلت أيضا أن ما حدث قد يجمع الرجلان تحت سقف واحد وهو الدفاع عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، لكن ذلك أيضا لم يحدث. لا أحد ينكر أن جاب الله وأبو جرة يجيدان الصراخ والشجب والندب والاستنكار حينما يتعلق الأمر بالغنائم السياسية التي تفرزها لعبة الانتخابات التي كثيرا ما خذلتهما السلطة فيها ليصيرا مثل المجانين وهم يندّدون بتعسف السلطة وانحيازها لطرف على حساب الآخر ولكن في الأيام الأخيرة لم نلمح لهما أثر. هل جاب الله أيضا وحبيبه أبو جرة يخافان من أمريكا؟ وهل مصالحهما العليا تفرض عليهما الصمت مثلما تفعل معظم الجهات الرسمية التي تتبع سياسة أذن من طين وأذن من عجين، أم أن الغنيمة لن تكون بالقدر المرغوب إذا خرج هؤلاء وندّدا بما يحدث؟ الأحزاب الإسلامية عندنا لا تحمل من الإسلام سوى الإسم وبعض المظاهر الخارجية مثل اللحية والقميص للتمويه بالعفة والطهارة حتى تستولي على عقول الناس التي تنخدع بمظاهر التقوى والدين ولكن باطنها تؤكّده الأحداث مثل هذه التي نعيشها والمتعلقة بالإساءة لنبي الله ومع ذلك لا يتفق أهل الدين على رأي واحد. تخيّلوا مسيرة يتقدمها أبو جرة وجاب الله، أكيد لا يمكنكم تخيّل هذا، لأننا جميعا نعرف أن سبب إساءة الآخر لنا هو علمه المسبق بأننا أعداء بعضنا وما يجمعنا هو النفاق والشقاق على شاكلة سلطاني وغريمه.