خرج أبو جرة وغريمه عمار من عند صاحب الشأن العظيم يجران أقدامهما جرا وعند مكتب الاستقبال تراءى لهما جاب الله بوشاشية يقرفص على المدخل وأمامه يجلس كريم طابو غارقا في الحديث مع سعيد سعدي وفي الزاوية الأخرى يقف سي أحمد مع بلخادم الطرزان يبدو وكأنهما يختلفان في مسألة ما، أما لويزة الزينة فكانت منزوية لوحدها تلعب بظفائرها الطويلة وتبدو عليها علامات الكآبة والحزن. ومجرد أن رأوا أبو جرة وغريمه حتى هرعوا إليهم جميعا.. ياخي سلامات؟ هكذا نطق الجميع وهم يتفقدون خروجهم من عند صاحب الشأن العظيم، إلا بوشاشية فإنه لم يحرك ساكنا وبقي غير أبه بالأمر. جلس أبو جرة أرضا وهو يقول.. يا يما فشلوا قوايمي. رد عليه بلخادم وهو يلعب بسبحته البيضاء، ياسي سلطاني جبتها لروحك، كيف لك أن تخرج عن النص المتفق عليه؟ رد أبو جرة وهو يتنهد.. أردت أن أجرب حظي مثلك تماما فأنت أيضا ضربت الناس وتبلطجت عليهم ولكن الجميع صفق لك وقال إنك على حق. جاوبه بلخادم الطرزان بثقة.. يا سيدي كل واحد وزهرو أنا تيارتي وأنت تبسي وشتان بين الإثنان.. ثم لماذا تعلق أخطاءك عليا أنت لا تعرف اللعب وخرجت خسرانا. قاطعهم أويحيى وهو يقول.. دعونا من غيرة الضرائر هذه وقل لنا كيف هو مزاج صاحب الشأن العظيم؟ هل هو معكر؟ جاوب عمار بهدوء.. لا أعرف تماما ولكن يبدو اليوم على غير عادته.. سيجاره لا يريد أن ينتهي ودخانه يغطي كل القاعة وفجأة انفجر عمار بالبكاء.. كان يستقبلني بطريقة أفضل لم أعهد منه هذه القساوة. مسك سي أحمد في شاربيه وقال له مربتا على كتفه.. مازال اتشوف مازال، أنت جديد في اللعبة سقسي لي شاب راسو كما أنا. صاحت به لويزة الزينة من هناك.. كامل شاب رأسنا واحد ما هو خير من الآخر وكفاك من الكذب في أيام رمضان. وفجأة فتح باب القاعة الكبيرة، صمت الجميع.. أح ماكاش ونادى صوت من هناك بوشاشية.. بوشاشية، نهض جاب الله مهرولا نحو الباب، فعلق سعيد سعدي بانزعاج.. آه لماذا يفوت غير جماعة بولحية هاذو؟