نهض حماري مفزوعا من نومه وقد ملأ الدنيا بالصراخ والبكاء وبقي يردد عبارة لا.. لا.. لا يمكن أن يحدث هذا، الجزائر لا تنقصها مصائب، رأفة بالوطن، رأفة بالشعب، رأفة بنا نحن الضعفاء.. قلت له صارخا.. سمي بالله يا حماري، هي كوابيس سياسية لا أكثر وما أكثرها هذه الأيام. قال ناهقا والعرق يتصبب من وجهه.. حلمت أن أمنية أبو جرة تحققت واستولى على البرلمان هو وزبانيته وأصبح الغول رئيسا له وانفرد هو بالحكومة وصار وزيرا أولا يحكم ويتحكم. قلت ساخرا.. هي أضغاث أحلام يسخر منك الشيطان بها في الحلم حتى يزعجك بهذا الخوانجي العجيب وينغص عليك منامك. قال.. صدقا هذا ما حدث؟ لم يصل أبو جرة إلى الحكومة ولا غوله إلى البرلمان؟ قلت له.. لا أفهم لماذا لا يزورك بلخادم ولا أويحيى ولا جاب الله ولا لويزة في المنام وأبو جرة وحده استأثر بك وبكوابيسك؟ قال مستهزئا.. يعرف أني أحبه وأريده حاكما يطبق الشرع بحد السيف، أما الباقون فهم مجرد فزاعات سياسية لا أكثر. قلت.. وكيف كان أبو جرة في منامك، هل احتفظ بلحيته وسبحته أم أن اجتماعه الأول في الحكومة كان بوجه ممسوح وكوستيم أنيق؟ قال ناهقا.. أنت تعرف أن الكابوس كان مزعجا ولكن أظن أنه تخلى عنهما وبدا لي شخصا جديدا ولو لم يتكلم وسمعت صوته ما كنت لأعرفه. قلت.. لهذه الدرجة تغير السياسة وتفعل الأفاعيل يا حماري؟ قال باندهاش.. وهل تجهل هذا يا صديقي، السياسة تجعل المرء يرقص ويدور حول نفسه دون أن يعرف كيف ولماذا ومتى وأظن أن أبو جرة كان كذلك. قلت.. لكن كوابيسك يبدو أنها قريبة من الواقع يا حماري لأن صديقك أبو جرة صرح أنه فعلا يرى نفسه وزيرا أولا. هز حماري رأسه وأدخله تحت الغطاء وقال.. كوابيس مزعجة أفضل من حقائق غير مرغوب فيها، لذلك سأكمل نومي ودع أبو جرة يصبح على أوهام وأضغاث أحلام.