متى كانت السياسة نظيفة يا جاب الله حتى تطمع أنت وغيرك في انتخابات نزيهة لا تشوبها شائبة؟ وحتى لا نذهب بعيدا متى لعبت أنت دورا سياسيا نظيفا بعيدا عن كل شبهة أو صفقة؟ ولكي تكون صادقا فيما تقول من كلام لا تقل أعلن عن مقاطعتي للانتخابات المحلية لأن المعطيات المتوفرة تؤكّد استمرار عقلية الإقصاء وشراء الذمم بل قل إن مفاوضاتك مع الجهات العليا لم تتوصل إلى نتيجة ترضي أطماعك وغرورك. وحتى نصدقك فعلا أخبرنا أن الصفقة فشلت لأنك أدركت بأن ما فعلوه بك في الانتخابات التشريعية لم يكن متفقا عليه وأنهم غدروا بك بعد أن أعادوك للساحة حتى تعطي مزيدا من الشرعية بشاشيتك وقندورتك ولحيتك. أمثالك من السياسيين فعلا يثيرون الشفقة لأنكم وعلى الرغم من قِدمكم في الساحة إلاّ أنكم لم تتعلموا بعد أصول اللعب على الحبال وتصدقون بسرعة كل ما يقال لكم في الخفاء وترتجفون عندما تقفون أمام الكبار لدرجة أن المعطيات تختلط ولا تستفيقون من وقع الضربة إلاّ بعد أن يسقط الفأس في الرأس، مثلما حدث معك ومع حبيبك أبو جرة سلطاني الذي تحوّلت أحلامه إلى كوابيس مزعجة. ليس مهما أن تقف أمام الكاميرات وتصرخ بأن النظام السياسي فاسد وأن الشكارة هي التي تحرك الأمور وتلقى التصفيقات الحارة والباردة ولكن الأصح أن تراجع نفسك وتكف عن الخلط بين مصالحك ومصالح الحزب الذي تستعملونه كلكم للوصول. يا جاب الله ربما مكانك في الجامع سيكون أحسن بكثير من مكانك في الحزب ما دمت توهمنا أنك تبحث عن النظافة والمبادئ ولا يخفى على شيخ مثلك أن السياسة هي أم الخبائث.