انعقد، أمس، بالجزائر، ملتقى خاص بالبنوك نشطه خبراء مؤسسة “أرنست أنديونغ" الاستشارية ذات السمعة العالمية في إطار سلسلة لقاءات مخصصة للشركات حول موضوع “كارتوغرافية تسيير المخاطر البنكية" وهذا إستنادا للقانون رقم 08/11 المؤرخ في 28 نوفمبر 2011 والمتعلق بالرقابة الداخلية على البنوك من خلال اتخاذ تدابير لمراقبة المخاطر. وإذا كانت مؤسسة “أرنست أنديونغ" قد اختارت هذه المرة الجزائر لاستعراض المخاطر التي تخص تسيير البنوك، فلأن ذلك يعود أساسا إلى أن الجزائر لم تشرع بعد في تطبيق التوصيات التي تم إقرارها في لجنة بال 1 وبال 2، حيث بقيت بلادنا متأخرة نوعا ما في اتخاذ الإجراءات والتدابير بل والقوانين التي جاءت إلزامية ونتجت عن صدى حركة تنظيمية عالمية واسعة تفرض نفسها على القطاع البنكي سواء عن طريق ضوابط وطنية أو توصيات دولية مثل لجنة بال. وتندرج كارتوغرافية المخاطر الأداة المشتركة المستنبطة من مجمل القرارات الموصى بها أو المفروضة من أجل إرساء ترتيب ملائم وناجع للتحكم في المخاطر. ولئن كانت القرارات واللوائح التي تمخضت عن لجنة بال خاصة منها الأخيرة التي رأت النور في نوفمبر 2011 قد أجبرت المؤسسات البنكية الجزائرية بمختلف أنواعها على التقيد بها، فإن صدور قانون في الجريدة الرسمية يجبرها على تسيير المخاطر البنكية سيفرض عليها نمطا معينا من التسيير لمواجهة كل المخاطر التي تضمنها تقرير لجنة بال. وتعتبر هذه الإجراءات أداة للإستعمال اليومي توضع تحت تصرف مسؤولي المخاطر والمراقبة الداخلية، وتسمح بجرد كل المخاطر الكبرى وتقدير نتائجها على المستوى المالي أو على مستوى صورة المؤسسة البنكية، كما تتيح الفرصة لتقدير ما إذا كانت تدابير الرقابة الداخلية التي تم وضعها لتفادي حلول المخاطر أو التقليل من أثارها المحتملة. كما تمكن الصيانة والتحديث المنظم لكارتوغرافية المخاطر هيئة التسيير المكونة من المديرية العامة والمسؤولين التنفيذيين من أخذ نظرة شاملة عن المخاطر الكبرى التي قد تعترض المؤسسة البنكية. ويضمن التطبيق الناجح لهذه الإجراءات، تعريف وإدماج مؤشرات الخطر في لوحات القيادة، وتعديل وتقوية تدابير الرقابة الداخلية الموجودة من خلال صياغة إجراءات ملائمة لنشاط أو لمسار وتأمين منظومة الإعلام والمعطيات ووضع هياكل مخصصة للتدقيق في سيرها الحسن، كما تضمن كذلك الإستباق والتخطيط لإجراءات مواصلة النشاط في حالة وقوع حدث قاهر.. وإذا كان الملتقى الذي حضره الأخصائيون في مجال تسيير المخاطر في مؤسسة “أرنست أند يونغ" وهم فيليب دوستان، فيرونيك بوه، ماسون، ماينو وولف ووردة درامشي قد حاول الإجابة على أسئلة عديدة وهي كيف تتم صياغة كارتوغرافية المخاطر، وكذا تحدي المخاطر الكبرى وتصنيفها وتقييمها، وكيف يتم تحديد الكارتوغرافية، فإن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو أين توجد البنوك التي تنشط في الجزائر من كل هذه التوصيات.