احتج أولياء تلاميذ ثانوية حمادي الجديدة، أمس، أمام مقر الثانوية تعبيرا عن رفضهم لقرار تحويل تلاميذ السنة الأولى ثانوي إلى المدرسة الابتدائية سراي حسين1 بسبب عجز هذه الثانوية عن استيعاب عدد التلاميذ المسجل جراء الاكتظاظ المسجل بها، وواصل التلاميذ إضرابهم عن الدراسة لليوم الثاني. قام أولياء تلاميذ ثانوية حمادي الجديدة إثر الحركة الاحتجاجية بغلق المدخل الرئيسي للثانوية الوحيدة الواقعة على مستوى إقليم بلدية حمادي، مطالبين بإيجاد حل يضمن تمدرس أبنائهم في ظروف مقبولة بعيدا عن الحل الذي لجأت إليه مديرية التربية لولاية بومرداس المتمثل في تحويل 6 أقسام من ابتدائية حسين سراي واحد للتخفيف من حدة أزمة الاكتظاظ التي تشهدها هذه الثانوية والجمع بين تلاميذ الثانوية والطور الابتدائي، وهو الأمر الذي رفضه أولياء التلاميذ رفضا مطلقا. «الجزائر نيوز" اقتربت من أولياء التلاميذ المحتجين الذين أكدوا تمسكهم برفض هذا القرار مطالبين الجهات الوصية باعتماد الحل المقترح من قبلهم، والمتمثل في استغلال المساحة الشاغرة في الثانوية عن طريق إنجاز أقسام جاهزة بدل تحويل التلاميذ إلى المدرسة الابتدائية حسين سراي1، كونه حلا غير منطقي -حسبهم- نظرا للوقت الضائع نتيجة تنقل الأساتذة والتلاميذ إلى المدرسة التي تبعد بحوالي 2.5 كلم عن الثانوية، بحيث يستغرق الوصول إليها ما بين 20 إلى 30 دقيقة، ضف إلى ذلك يتطلب هذا الوضع بذل جهد مضاعف من قبل التلميذ والأستاذ على حد سواء، وإذا كان بعد المسافة يعد سببا من أسباب رفضهم للقرار فإن رفضهم الدمج بين المراهقين والأطفال في محيط واحد زادهم تمسكا به، لاعتقادهم بأن فارق السن ينعكس سلبا على أبنائهم. .. الدراسة بهذه الثانوية مؤجلة إلى أجل غير مسمى موازاة مع ذلك أكد تلاميذ الثانوية أن هذا الوضع جعل مصيرهم في حكم المجهول في ظل عجز الثانوية عن استيعابهم، والأقسام التي تقرر فتحها لم تشملها أشغال التهيئة والتجهيز لاستقبالهم، إلى جانب ذلك تلتزم الوزارة الوصية الصمت في الفصل في هذا الموضوع، وهو ما يعني أن الدراسة بهذه الثانوية ستبقى مؤجلة إلى حين الاستجابة لمطلب الأولياء والتلاميذ الذين أكدوا رفض قرار الانتقال أو التحويل إلى أي مكان آخر، وهو ما بدا جليا في اللافتات التي حملها التلاميذ المحتجون، والتي عبروا من خلالها عن رفضهم لقرار الالتحاق بالابتدائية، ومناشدة وزارة التربية الأخذ بعين الاعتبار مطلبهم. وحذر أولياء التلاميذ من تداعيات هذا الوضع على تلاميذ الأقسام النهائية نظرا لأهمية هذه المرحلة والتأخر الناجم عن إضرابهم عن الدراسة مطالبين باتخاذ إجراءات كفيلة بضمان تمدرس أبنائهم في ظروف حسنة. الغريب في الأمر أن مديرية التربية أصدرت قرارا يقضي بتحويل أقسام مدرسة حسين سراي 1 العاجزة بدورها عن استيعاب عدد التلاميذ المسجلين بها وإلحاقها بالثانوية، إلا أنها لم تتخذ أي إجراءات تتعلق بتهيئتها وتجهيزها حتى أشغال إنجاز جدار فاصل بين المساحة المخصصة لتلاميذ المدرسة الابتدائية وتلاميذ الثانوي لم تنطلق بعد، بالرغم من أن الشهر الأول من انطلاق الدراسة يوشك على الانقضاء. السلطات المحلية تعلق قرار التحويل والشارع مصير التلاميذ قررت السلطات المحلية خلال الاجتماع المنعقد بالبلدية بحضور ممثلي مصلحة البرمجة والمتابعة بوزارة التربية ومفتشية التربية وعضو فدرالية أولياء التلاميذ لولاية بومرداس مع مجموعة من أولياء التلاميذ، لأن الجمعية غير مكونة أصلا، تعليق قرار تحويل تلاميذ السنة الأولى متوسط وإلحاقهم بالمدرسة الابتدائية، حسب ما أكده مصدر مسؤول رفض الكشف عن اسمه، وأكد أن هذا القرار شفهي فقط في ظل غياب محضر اجتماع موقع يثبت ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع، وعلى ما يبدو أن السلطات المحلية أرادت من خلال تعليق هذا القرار امتصاص غضب أولياء التلاميذ الذين أبدوا تمسكهم بالحل المقترح من قبلهم والمتمثل في توفير أقسام جاهزة للتلاميذ داخل هذه الثانوي، وهو الحل الذي أكد المصدر ذاته، أن تحقيقه غير ممكن باعتبار أن أشغال التهيئة من شأنها أن تأخذ وقتا وأن الوقوع في هذا الإشكال راجع إلى غياب ثقافة التخطيط والتسيير لدى المسؤولين، بحيث تعد هذه الثانوية الوحيدة على مستوى هذه البلدية، والملفت للانتباه أن يصدر قرار تحويل أقسام بمدرسة حسين سراي 1 لفائدة تلاميذ الطور الثانوي في الوقت الذي يصل عدد التلاميذ في هذه المدرسة في القسم الواحد 49 تلميذا، وهذا العدد مرشح للارتفاع، ما يعني أنها تعاني بدورها مشكل الاكتظاظ الذي سينعكس سلبا على التلاميذ، واتضح جليا من خلال اقترابنا من الأساتذة والمعلمين بهذه المدرسة رفضهم فكرة تحويل جزء من المدرسة لفائدة تلاميذ الطور الثانوي، نظرا لما ينجر من مشاكل ذات الصلة بالدمج بين الطورين الابتدائي والثانوي، حسب تصريحاتهم، وطالب هؤلاء الأخذ بعين الاعتبار حساسية مرحلة المراهقة وإعادة النظر في قرار الدمج.