استنشق الجمهور القسنطيني، ليلة أول أمس، نسيم جو فني مميز صنعته أسماء ساطعة في سماء الأغنية الأندلسية المحلية والعالمية، كانت على رأسها الفنانة القادمة من بلد الأرز غادة شبير التي أبدعت في تقديم مجموعة من الموشحات والوصلات الغنائية الأندلسية القديمة رحلت من خلالها بالحضور إلى أزمنة فنية غابرة استهلتها بعصر زرياب وحطت الرحال على وقع إبداعات محمد درويش وديع الصافي وجبران خليل جبران·· السهرة الأولى من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف في طبعته الثالثة التي تحتضنها قسنطينة لأول مرة بعد دورتين نظمتا بمدينة سكيكدة، تميزت بحضور جماهيري غفير لم تستوعبه قاعة المسرح الجهوي· وبداية الحفل كانت مع المطربة القسنطينية الصاعدة صورية سبيري التي تألقت في تقديم مجموعة من الوصلات حملت عنوان ''قسنطينة أهواك'' قبل أن يعتلي الركح أعضاء الجوق الجهوي بقيادة الفنان سمير بوكريدة، وعلى مدار قرابة ساعة من الزمن تفنن منشطو الفقرة الثانية في تقديم وصلات أندلسية استهلوها بافتتاحية موسيقية ثم بشراف طبع حسين أتبعوها بسلسلة بروالي فانقلاب في طبع حسين واختتموها بتوشيحات خفيفة صفق ورقص على أنغامها الحضور كثيرا· آخر فقرات السهرة الأولى نشطتها القادمة من لبنان الفنانة والباحثة غادة شبير التي اعتلت منصة المسرح رفقة أربع عازفين فقط شكلوا أوركسترا متكاملة ومنسجمة مكنت غادة من تأدية موشحات رائعة جمعت فيها بين الأصالة والحداثة، وصنعت بذلك مزيجا فنيا رائعا أطرب الجمهور وعاد بها إلى زمن غابر أتت عليه عاصفة الأغنية الأندلسية الحديثة التي اختلط فيها الحابل بالنابل· تجدر الإشارة إلى أن حفل الافتتاح حضره أربع ولاة من الشرق الجزائري هم على التوالي والي سطيف، باتنة، أم البواقي وميلة، بالإضافة إلى وجوه فنية معروفة لها باع طويل في الأغنية الأندلسية على غرار الفنان حمدي بناني من عنابة وكمال بودة وديب العياش من قسنطينة.