هي مطربة وباحثة في الموسيقى العربية، خاصة الموشحات، مثلت بلدها لبنان في العديد من المؤتمرات والمهرجانات في مختلف أنحاء العالم كفرنسا، المملكة المتحدة، كندا، اليونان، مصر، عمان، اسبانيا، الإمارات العربية المتحدة وغيرها من البلدان الأخرى، و هي اليوم تحط الرحال بعاصمة الشرق عاصمة المالوف لتتحف الجمهور القسنطيني بأمتع الموشحات التي تزخر بها بلاد شجرة الأرز... لبنان، في المهرجان الدولي للمالوف الذي احتضنته عاصمة الجسور المعلقة.. فكان لنا حديث مع المطربة والباحثة اللبنانية غادة شبير، التي لقبها جمهورها القسنطيني بسيدة الموشحات... - المساء: هل الزيارة تعتبر الأولى لقسنطينة؟ * غادة : نعم هي زيارتي الأولى لهذه المدينة المضيافة والتي سمعت الكثير عن أصالتها وعراقتها، لكنها الثانية من نوعها لبلدي الجزائر. - ما رأيك في تنظيم المهرجان الدولي الثقافي للمالوف ودعوتك لتنشيط فعالياته بقسنطينة؟ * غادة : صراحة أنا جد فخورة بدعوتي لحضور مثل هذه التظاهرة، كما أنني جد ممتنة لدعوتي لحضور هذا الحدث المهم، لإعطاء فرصة لإلقاء العديد من المحاضرات المتركزة حول موضوعات تراث الموشحات والزجل، الذي هو محور رسالتي الفنية والعلمية والحياتية، كما أنني وفرقتي الموسيقية فخورون بتقديم ما هو تراثي من الموسيقى العربية القديمة والتي تعود إلى الجيل التاسع، وقد انتقينا بعض الموشحات العربية التي نتمنى أن تكون في المستوى. - هل الموسيقى العصرية التي احتلت الفضائيات اليوم، تهدد بشكل أو بآخر هذا النوع من الموسيقى الأصلية القديمة؟ * غادة: أرى أن الإعلام كان وراء انتشار الموسيقى العصرية الجديدة بشكل كبير، فهو الذي يروج لها باعتبار أن الإعلام له وزنه في نشر هذه الموسيقى التي باتت تكتسح كل الفضائيات العربية، فالجمهور اليوم أصبح يرى سواء بإرادته أو رغما عنه كل ما يروجه الإعلام له. -ما هو دور الفنانة غادة في الحفاظ على مثل هذا النوع من الموسيقى؟ * غادة: دوري كان جد بسيط مقارنة بغيري من الفنانين والأساتذة الكبار المهتمين بهذا النوع من الموسيقى الراقية، وحبي لهذه الموسيقى، بالرغم من الصعوبات التي واجهتني و الخاصة بنشر أعمالي وبحوثي لدى العديد من مؤسسات الإنتاج ودور النشر، دفعني أنا ومجموعة من زملائي إلى تأسيس شركة خاصة تهتم فقط بختلف أنواع موسيقى الشعوب، و كذا بإنتاج ما نقتنع به من موشحات و ادوار ومواويل و أشياء زجلية. - هل واجهت هذه الشركة الخاصة صعوبات؟ * غادة: في بادئ الأمر، كونها شركة جديدة وخاصة بإنتاج فن قديم، إلا أنه وبفضل إيماننا بما نقدمه تمكنا من إصدار 6 أعمال خاصة كلها بفن الموشحات والقصيدة... وهو نتاج سنتين من البحوث حول الفن التراثي القديم. كما قمنا بتسجيل قرص مضغوط تحت تسمية تراث، كما صدر لشركتنا أول ألبوم طربي غنائي يحمل اسم "الموشحات" في شهر ماي 2006 ، ليليه البوم » قوالب « للشيخ محمد سيّد درويش، وهو قرص مدمج يرافقه شرح عن العمل ككل وكتيّب من 30 صفحة مترجم إلى لغات ثلاث. - ما هو السبب الذي دفع بالفنانة والباحثة غادة إلى إنتاج شركة خاصة؟ * غادة: الدافع الأول هو أنني كنت ضد فكرة المنتجين الذين صادفتهم والذين كانوا يقولون أن هذا الفن لا يجلب الربح لشركاتهم، إلا أن الواقع اثبت عكس ذلك، حيث نلت جائزتين عالميتين حول فن الموشحات، الأمر الذي اعطاني دفعا قويا للعمل و الاجتهاد أكثر في هذا المجال. - وما هي علاقة الفنانة غادة بالمنتجين وشركات الإنتاج، وهل وجدت صعوبة من المنتجين؟ * غادة: نعم وجدت صعوبة من المسؤولين عن شركات الإنتاج، كونهم يعتمدون على قسم من الفنانين غير المثقفين الذين يعمدون إلى القليل من الصوت، و الإغراء وكل ما هو مثير للعين بالدرجة الأولى، كما أن المنتجين يجدون صعوبة في نشر أي عمل ثقافي، لان الجمهور يلزمه وقت حتى يستوعب هذا اللون. - هل كان للفنانة غادة تعاون مع الرحابنة كونهم من ابرز الأسماء الفنية بلبنان؟ * غادة: آل رحباني آو كما نسميهم باللبناني الرحابنة، لهم خبرة كبيرة في ميدان الفن الأصيل، كما أنهم ادخلوا أسلوبا عصريا بالموشحات لم يقدمه شخص من قبل، والأشخاص أمثال عاصي ومنصور الرحباني، ذهبوا أكثر من غيرهم إلى تسليط الضوء على الأشكال المهمة بالموشحات، و هذا ساعدني كثيرا في بحوثي، إلا أن جيل الرحابنة اليوم ذهب في طريق مخالف تماما وبات يعتمد بالدرجة الأولى على فكرة الإخراج المسرحي كالرقص المسرحي، خفة الفنان...، أكثر مما هي فكرة عملية للصوت، وهو النوع الجديد الذي لا يلبي طموحي، خاصة واني اعتبر نفسي مختصة في فن الموشحات... - هل المطربة غادة الوحيدة من النساء اللواتي انفردن وخضن غمار هذا النوع من الفن التراثي الأصيل، أم أنك عملت بمقولة "خالف تعرف" ؟ غادة: لا، لم اعمل بالمقولة، و إنما جاءت صدفة، يعني باللبناني" زبطت معي" ، كما أني لست الوحيدة، إنما المشكل كون اغلب الفنانات بهذا المجال (غناء الموشحات...) لم يجرأن على تسجيل أعمالهن في البومات أو أقراص مضغوطة، حيث ان مطربات الموشح كن يقدمن أعمالهن في حفلات فقط. * نفهم من كلام غادة أنها كانت جريئة في طرح أعمالها؟ - غادة : أجل، اعترف أني كنت جريئة جدا في طرحي لقرص مضغوط منذ سنتين، كما أني كنت خائفة جدا من فشلي، خاصة مع أول عمل لي، لكن الحظ كان حليفي حيث لاقى عملي استحسانا ونجاحا كبيرا. * كيف حصدت الفنانة غادة ثمار هذا النجاح؟ - غادة: بالرغم من إني فرحت كثيرا بنجاحي وبالجوائز التي نلتها تقديرا على أعمالي، إلا إني "زعلت" من تقدير دول الغرب لي ولأعمالي وليس تقدير بلدي، فالتكريم جاءني أولا من الخارج من قبل الذواقين لهذا النوع من الفن العريق، ثم بلدي باعتباري بنت لبنان. * إهمال بلدك لتكريمك هل يعني جهل المعنيين بما قدمت من خدمة الفن؟ - غادة : ليس تماما، إنما المشكل هو أن فن الموشحات لم ينتشر كثيرا خاصة بلبنان، وأنا من هذا المنطلق أطلب من وزراء الثقافة في لبنان خاصة والبلدان العربية، طبع وإنتاج التراث الموسيقي الأصيل، قصد ترويجه وتبادله مع باقي الدول العربية الأخرى المشرقية والمغاربية، لأنه من المؤسف أن نجهل نحن اللبنانيون تراث "المالوف" القسنطيني مثلا. * قبل أن أختم حديثي معك سيدة الموشحات، اسأل عن آخر أعمال الفنانة وشركة إنتاجها؟ - غادة: نحن اليوم سجلنا آخر عمل سيكون بالأسواق بعد أسبوعين، و هو خاص بالقصيدة، حيث أننا نشرح في حوالي 30 صفحة ما هو الموشح وحسب رأيي هي عبارة عن طريق لنشر نوع من التراث الذي أحبه واقتنع به.