توفي، أمس السبت، الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد عن عمر يناهز ال 83 سنة. وقد توفي الرئيس الأسبق للجزائر بالمستشفى العسكري محمد الصغير النقاش بعين النعجة بالعاصمة بعدما أدخل إليه منذ أكثر من أسبوع أين خضع للعناية المركزة. كانت الحالة الصحية للرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد قد تدهورت خلال الآونة الأخيرة بفعل تعرضه وفقا لبعض المعلومات إلى أزمة قلبية حادة. ويعتبر الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد ثالث رئيس يحكم الجزائر- بعد الراحلين بن بلة وبومدين -، حيث وصل إلى سدة الرئاسة في 9 فيفري من سنة 1979 - إثر وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين - وذلك إلى غاية 11 جانفي من سنة 1992 عندما قدم استقالته الشهيرة عبر التلفزيون العمومي في خضم الأحداث السياسية الجسيمة التي عرفتها البلاد في تلك الفترة، وتخللها فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة بالإنتخابات التشريعية . كما أن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد يعتبر رابع رئيس جزائري توافيه المنية بعد بومدين وبوضياف وبن بلة - وذلك من ضمن الرؤساء السبعة الذين حكموا الجزائر إلى حد الآن، كما أن رحيله يأتي في أعقاب فترة قصيرة نسبيا من وفاة أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة الراحل أحمد بن بلة. وعرف عن الرئيس الراحل بن جديد عزوفه عن الخوض في المسائل السياسية منذ تقديمه استقالته من أعلى منصب في البلاد سنة 1992 وكان أول ظهور له بعد ذلك في أواخر سنة 2008 عندما ألقى خطابا مثيرا للجدل في إحدى المناسبات بالطارف، ومنذ ذلك الوقت كان حضوره متقطعا نوعا ما أحيانا بجانب الرئيس بوتفليقة ورئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا علي كافي خلال بعض المناسبات الوطنية وفي أحيان أخرى من خلال بعض الجنازات التي أعقبت وفاة شخصيات معروفة.. وخلال الفترة التي غاب فيها عن الحكم، أدلى الرئيس الراحل بن جديد أيضا بحوارات صحفية نادرة كشف من خلالها بعضا من التفاصيل حول قضايا شغلت الرأي العام كثيرا لا سيما مع بداية التسعينيات. وعرفت فترة حكم الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد بكونها فترة حاسمة في تاريخ الجزائر الحديث شهدت تحولا محسوسا عن الخيار الإشتراكي الذي اعتمدته بلادنا مع الإستقلال، كما أن فترة حكم الرئيس الراحل تعرف بكونها و لاسيما في سنواتها الأخيرة مثلت بداية التعددية السياسية والإعلامية عقب أحداث أكتوبر سنة 1988 فضلا عن كونها شكلت مقدمة للعشرية الحمراء التي عرفتها الجزائر خلال التسعينيات من القرن الماضي.