أدت عمليات الرمي العشوائي للنفايات المنزلية ومخلفات مواد بالبناء وسط الأحياء ببلدية باب الزوار بالعاصمة في غير الأماكن المخصصة لها إلى تدهور الوضع البيئي بالمحيط السكني للكثير من أحياء المدينة, خاصة الشعبية منها, كما هو الحال بالنسبة إلى حي «خمسة جويلية» الذي يئن تحت وطأة النفايات والقمامة المتجمعة بطريقة أعطت صورة سوداء مشوهة للمحيط زادها تواجد السوق الفوضوي وسط التجمعات السكنية قتامة. وتسببت الوضعية المزرية التي آل إليها المحيط بحي «خمسة جويلية» نتيجة الفوضى العارمة التي تطبعه من وراء تدهور الوضع البيئي الناجم عن تدني مستوى خدمات النظافة, وتنامي السلوكيات والتصرفات غير المسؤولة من جانب المواطنين فيما يتعلق بالتخلص من نفاياتهم المنزلية والرمي العشوائي لبقايا مواد البناء, التي تتم في أغلب الأحيان دون ضوابط واحترام للأماكن المخصصة لها فضلا عن عدم التزامهم بمواعيد مرور أعوان النظافة المحددة في تضايق الكثيرين من سكان الحي, الذين يطالبون السلطات المحلية بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة والكفيلة بالحد من الفوضى الحاصلة وعدم الاكتفاء بدور المنبه فقط كما فعلت مؤخرا من خلال قيام مصالح النظافة التابعة لها بتعليق تنبيهات إلى قاطني الحي أمام مداخل العمارات تذكرهم بضرورة الالتزام بمواقيت إخراج النفايات المنزلية تزامنا مع مرور أعوان النظافة لإجلاء القمامة من الحي, زيادة عن دعوتهم إلى الحد من تجميع مخلفات أعمال البناء التي يقومون بها على مستوى شققهم بالقرب من التجمعات السكنية, حيث أوضح في هذا الشأن بعض السكان ممن تحدثوا إلى يومية «السلام اليوم» أن مصالح النظافة على مستوى بلدية باب الزوار مطالبة بمراجعة طريقة تعاملها مع الوضع البيئي الذي هو في تدهور مستمر, فضلا على أن المسؤولين المحليين مطالبون بزيادة عدد حاويات النظافة بحيهم وبالحرص على ضمان مرور مصالح النظافة المكلفة بشكل يومي على شوارع الحي لتنظيف أماكن تجمع أكوام النفايات والقمامة, والتشديد على استمرارية نقل القمامة من الحي بصفة يومية منتظمة حتى لا تكون هناك إمكانية لتتفاقم الأوضاع بالصورة التي يشهدها الحي في الفترة الراهنة بسبب أكوام القمامة والنفايات المنزلية ومخلفات مواد البناء المتجمعة عشوائيا بالقرب من عمارات المواطنين, مما نتج عنه تشويه للمحيط وانعكاسات سلبية على الحياة العامة وراحة القاطنين بالمنطقة بالنظر إلى حدة الروائح المؤذية المنبعثة من المكان وانتشار الحشرات الضارة, هذه الظروف البيئية الصعبة المحيطة بسكان الحي تزداد سوءا مع حلول فصل الحر, أو عند إقدام بعض السكان على حرق النفايات وأكوام القمامة رغبة منهم في التخلص من منظر القذارة, حيث ينجم عن العملية آثار وخيمة على الصحة العمومية ما يهدد السكان بالإصابة بأمراض تنفسية وصدرية مزمنة. تواجد السوق الفوضوية يزيد الطين بلة لا تقتصر أسباب معاناة سكان حي «خمسة جويلية» ببلدية باب الزوار نتيجة الوضعية البيئية المزرية التي تميز محيطهم السكني على عمليات رمي وحرق النفايات المنزلية والقمامة بطريقة عشوائية, بل تتعداها لتشمل تواجد السوق الفوضوي بالمنطقة, حيث أعرب محدثونا عن تضايقهم الشديد تجاه التصرفات غير المسؤولة الصادرة من الباعة الفوضويين الناشطين عبر تراب الحي, الذين تسببوا في تحويل منطقة تواجدهم إلى شبه مفرغة تتجمع بها مخلفات الخضر والفواكه ومختلف السلع التي يتركونها مرمية عشوائيا, الأمر الذي أحدث واقعا بيئيا مزريا ملؤه بقايا الخضر والفواكه والروائح الكريهة المنبعثة جراء ذلك, وهو الواقع الذي يطالب سكان الحي السلطات المحلية بتغييره إما بتخصيص مكان محدد بالحي لنشاط هؤلاء الباعة أو بنقلهم إلى مكان آخر بالرغم من إقرارهم بالخدمة التي يقدمونها لهم والتي تغنيهم عن عناء التنقل إلى الأسواق المجاورة.