تحتل السيدات الأولى، أي زوجات الرؤساء أو شريكات حياتهم مكانة مرموقة في بلادهن، هذه قاعدة عامة ولكنها تكتسب قدرا من الخصوصية عندما يتعلق الأمر بالولاياتالمتحدةالأمريكية، فما هو الدور الحقيقي للسيدة الأولى في البيت الأبيض وما هي حقيقة نفوذها؟ ندعوكم في هذه الحلقات للغوص في كواليس البيت الأبيض عبر دور زوجات الرؤساء الأمريكيين وذلك انطلاقا من «مارتا واشنطن» زوجة الرئيس جورج واشنطن وحتى ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. تعتبر ميشيل أوباما واحدة من أهم السيدات الأولى في تاريخ البيت الأبيض، وبسحرها وصلابتها وحذقها السياسي المتعاظم تعطي شعبية ميشال أوباما دفعا جديدا لحملة زوجها الانتخابية في الوقت المناسب، خاصة بعد أن تصدرت السيدة الأمريكية الأولى ميشيل أوباما لائحة النساء الأكثر نفوذا في العالم. لاعبة كرة السلة ولدت ميشيل روبنسون أوباما في 17 جانفي 1964 من أصول إفريقية، ونشأت بعائلة متواضعة في شيكاغو في الحي الأكثر فقرا في المدينة. وكانت العائلة مؤلفة من أربعة أفراد تعيش في منزل من غرفتين. وكان والدها فرازير روبنسون موظفا صغيرا في شركة للمياه العذبة، وكانت والدتها ماريان روبنسون سكرتيرة في متجر للتصميمات. درست ميشال المرحلة الثانوية في كاليفورنيا وأنهت دراستها الثانوية عام 1981، وكانت ميشال أوباما تلميذة لامعة. كما أنها كانت بارعة في كرة السلة. لكن هذه المرأة الرشيقة القوام اختارت الابتعاد عن الرياضة حتى لا تقع ضحية الأفكار العنصرية المسبقة بأن نجاح السود غالبا ما يأتي عبر هذا المجال. ونجحت في الدخول إلى جامعة برينستون العريقة في 1981. قبل أن تنتقل إلى جامعة هارفارد عام 1988، للحصول على درجة الماجستير في الحقوق من الجامعة. وفي عام 1996، انتقلت للعمل في جامعة شيكاغو مساعدة لمدير الجامعة، حيث تولت تطوير مركز الخدمات في الجامعة، ثم انتقلت إلى المستشفى الجامعي، ومنذ اعتزالها لعملها في المحاماة لمتابعة عملها في الخدمة العامة، احتلت “ميشيل أوباما “عدة مناصب في بلدية مدينة شيكاغو. وقد التقت ميشال مع باراك أوباما أثناء عملهما في شركة محاماة وما قرب بينهما أنهما كانا الأمريكيين السود الوحيدين ضمن طاقم القانونيين الذي يعمل في الشركة، وقد ظلت ترفض طلباته الملحة بالزواج، لأنها كانت تعتقد أنه غير مناسب لها، ثم توطدت العلاقة بينهما حيث عملا أيضا في أنشطة اجتماعية، ثم خطبها أوباما ليتزوجا عام 1992، وأنجبا ابنتهما الأولى ماليا عام 1998 أي بعد ست سنوات من زواجهما، والبنت الأخرى ناتاشا عام 2001. ومنذ عام 2005 أصبحت تعمل بعض الوقت حتى يتسنى لها التفرغ لتربية بنتيها. حديقة البيت الأبيض ويقول أوباما إن زوجته ميشيل كانت تنصحه دائما “إذا أردت أن تتقدم لا بد أن تكون مستمعا جيدا وتتعلم مما تسمع"، وتشتهر ميشال أوباما بكراهيتها للسياسة الأمريكية الوعرة. وقد حاولت إقناع زوجها بالعدول عن الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، لكنها وافقت أخيرا بعد وضع شرط هو أن ترى ابنتاها والديهما مرة في الأسبوع، وأن يتوقف عن التدخين، وقد التزم بالشرطين. وخلال الفترة الأخيرة، ركزت ميشيل على أهمية الصحة البدنية والطعام الطازج والسليم، وتسلحت بالفأس ونزلت إلى حديقة البيت الأبيض برفقة ابنتيها ومجموعة من تلاميذ إحدى المدارس الابتدائية لزراعة الخضراوات والفاكهة العضوية دون استخدام أي أسمدة أو مواد كيماوية. ولطالما تجنبت ميشال أوباما المعترك السياسي المباشر، وقد بنت شعبيتها بفضل حملات تنفع المجتمع، مثل حملة مكافحة البدانة والوجبات غير السليمة ومساعدة عائلات الجنود السابقين، نتيجة لذلك أصبحت أكثر شعبية من زوجها. وعلى مستوى الجاذبية والإثارة، تفوقت ميشيل خلال استطلاعات للرأى عام 2009، على الكثيرات من نجمات الفن والأزياء، كما وصفت مجلة “ماكسيم" الأمريكية ميشيل بأنها “خطة الإنعاش التي تحتاجها حقا الولاياتالمتحدة"، فيما اختارتها مجلة “بيبول" الأمريكية من أجمل 100 شخصية في العالم". وتحاول السيدة الأولى الأمريكية ميشال أوباما إعادة البريق للحملة الانتخابية لزوجها من أجل كسب قلوب الأمريكيين عبر تأكيدها أن الرئاسة لم تغير باراك أوباما وأنه يستحق ثقة البلاد لولاية ثانية من أربع سنوات.