هل صحيح ما يتهامس به العارفون بأحوال أبو جرة الذي قيل إنه ضاق به الأمر وأصبح فقيرا منذ أن تركه الغول وأصحاب الشكارة؟ وصار يعاني من تبعات ذلك لدرجة أنه ينتظر مستحقات نواب حزبه في البرلمان حتى يحلّ الضائقة؟ عجيب كيف تتطور الأمور بطريقة عكسية، فبعد أن حلم بحكم الجزائر وجعلها دولة إسلامية وجعل غوله واليا عليها، هاهي الأيادي الخفية تعطيه درسا في تجاوز الأحلام. نعم حتى أحلامك يا أبو جرة يجب أن تكون بأمر من السلطة، هكذا هو الحال وأنت تعرف ذلك ولكن غرّك الشيطان وبدأ يصور لك أشياء لم ترسمها لك السلطة في اتفاقكما، وبدأ الشيطان يلعب بك ويصوّرك حاكما عظيما يقود جيوشا من المسلمين نحو الفتح العظيم. والنتيجة أن أحلامك ورغباتك كانت مدروسة جدا ويعرفون مدى طمعك وولعك بالكرسي لذلك حطموا أسنانك على آخرها ونزعوا عنك الغول وشكارته وقالوا لك باي باي. ما يسمى بالأحزاب تصنعهم السلطة وما يسمى بالمال العام تمنحه السلطة أيضا، لذلك لا تخشّن رأسك وعُد إلى عقلك وانسى الحكم وأطماعه حتى ترضى عنك اليهود والنصارى. أعرف أنك مركوب بتاغنانت وأنك سوف تستمر في عنادك وتبقى تتفرج على غولك الذي أصبح غولهم والشكارة وأصحابها يلتفون حوله، وقد صار زعيما كبيرا مثلك أو ربما أكثر، ولكن انقذ نفسك، فالسياسة لا تعرف الكرامة ولا الشرف ولا الأخلاق ولا حتى العناد، لذلك انبطح مثل غيرك وعد خطوة للوراء حتى ترى نفسك مصفقا ومهللا مثلما كنت في التحالف فيما سبق. المعادلة سهلة وأنت تُصعبها على نفسك، ارمي أحلامك بعيدا فكل شيء يمكن أن يحدث سوى قيام دولة إسلامية تكون أنت رئيسها.