عمار غول الذي يعوّل عليه أبو جرة سلطاني بأن يجلس على عرين البرلمان يبدأ حملته الانتخابية بلوحة إشهارية مزينة بمقطع من الطريق السيار، الذي أنجزه بمال الدولة وليس بماله الخاص ورغم ذلك، فإنه يسمح لنفسه أن يتحايل على الشعب وينسب هذا العمل ''الجبار'' لنفسه وكأنه صرف عليه من ماله وحلاله· نهق حماري بخبث وقال·· تصور معي لو سيكون هذا الشخص الذي بدأ حملته بالكذب والتحايل على رأس البرلمان كيف سيصر مصيره؟ قلت ساخرا·· أكيد لن يكون أفضل حال مما عليه الآن، مادام أبو جرة يستعمل أسلوب الغاية تبرر الوسيلة في طرح مرشحي حزبه· قال والنهيق لا يكاد يصمت·· هذه مشكلة الإسلاميين عندنا يعتقدون دائما أنهم على صواب وينسون أن الشعب رغم انشغالاته البعيدة عنهم تماما إلا أنه يعرف أكاذيبهم التي لا تنتهي· قلت·· أبو جرة وأتباعه وكل من يشطح في هذه المزرعة السياسية يدركون أن مال الدولة ''سايب'' لذلك يتجرأون ويعتدون عليه بما يرضي الله· قال ضاحكا·· أبو جرة الذي يسرق صورة طريق ليلصقها في لوحة إشهارية، ماذا سيسرق بعدها لو تحقق حلمه وأصبح الغول سيد البرلمان؟ قلت·· سيفعل مثل سابقيه وهل تظن أن هناك رادعا في السياسة؟ حتى غطاء الدين الذي يختفون وراءه سيسقط قليلا قليلا وسوف يعللون ذلك بأن الضرورات تبيح المحظورات ولكل مقام مقال· قال·· أمثال أبو جرة وجاب الله وغيرهم من أصحاب اللحى الملونة حسب الوضع والمقام زادتهم السياسة خبثا وتمرسا في مجال التحايل والدهاء، فذاك يستبيح مال الدولة وينسبه لنفسه والآخر يفرض عائلته وأصهاره وأنسابه عملا بسنة الرسول (عليه الصلاة والسلام) والفيس ذبح ما ذبح أيضا لتطهير البلاد من رجس الشيطان وأفكار الكفرة الملحدين وهكذا، كل يمتطي المطية التي يريدها من أجل الوصول إلى السلطة· قلت·· لكن يا حماري عندما أجزم أبو جرة هذا بأن حزبه سيحصد أكثر الأصوات وغوله سيتربع على الكرسي الأول في البرلمان هل كان متأكدا مما يقول؟ نهق حماري نهيقا خرافيا وقال·· دعه يحلم فالأحلام لا تحتاج إلى وسيط بل تحتاج إلى أوهام·· الأوهام فقط·