كان حمار يحمل أكياسا من الملح يسير بجوار النهر، وبجواره حمار آخر يحمل إسفنجا. فكان الأول بالكاد يسير من ثقل الحمل، أما الحمار الآخر فبالرغم من أنه يحمل كمية كبيرة من الإسفنج ويبدو الحمل كبيرا جدا لكنه كان خفيفا للغاية. كان حامل الإسفنج يسخر بحامل الملح، لأن علامات الإرهاق تبدو عليه، ولم يكن يدرك مدى ثقل الملح، بل كان يظن أن زميله الحمار ضعيف في صحته، ومرهف! وبينما كان حامل الإسفنج يهزأ بحامل الملح انزلق الأخير في النهر، فذاب الملح وخرج الحمار يسير بقوة لا يحمل شيئا. اغتاظ حامل الإسفنج كيف صار أخوه حامل الملح لا يحمل شيئا، فتعمد أن يظهر كمن قد انحرف نحو النهر. بالفعل نزل النهر فتشرب الإسفنج بالماء وصار الحمل ثقيلا جدا، وحاول صاحبه أن يرفع الثقل عن حماره لكنه لم يستطع، فمات الحمار غرقا! في حزن وقف الحمار يبكي أخاه الذي أراد أن يقلده بلا تفكير فمات غرقا! هب لي الحكمة فلا أقلد أحدا بمظهر خارجي بل بالحكمة أتعلم من كل أحد ما يليق بي.