حمدي قنديل، من أشهر الإعلاميين العرب وأكثرهم حظا في حيازة احترام وقبول المشاهد العربي، لا يعرف المجاملة أو الخوف، ويقبل الجمهور العربي على برنامجه لصدقه ولمواجهته الموضوعات بصراحة وجرأة ودون خوف وفي نفس الوقت دون تهور أو رعونة. ولد حمدي قنديل في منزل أسرة من الطبقة المتوسطة، وفي كنف أب مثقف يعمل مدير مدرسة وأم متعلمة. بقرية كفر عليم بمصر. ترعرع مراهقا، كان يقوم برحلة صيفية سنوية على مركب “ديك" بين أجمل عواصم أوروبا. لم يُحرم من ممارسة أي هواية، بعد ثلاث سنوات من دراسة الطب، قرر أن يعمل بالصحافة فقد كانت أولى كتاباته في مجلة الإخلاص خلال مرحلة الثانوية، وهكذا التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم الصحافة، وعمل في سوريا ببعض الصحف، حتى حصل على الليسانس عام 1960. بعد التخرج عمل بعدد من الصحف في مصر منها دار “أخبار اليوم" و«دار التحرير"، حيث انضم إلى مجلة “آخر ساعة" بناءً على طلب الصحفي الكبير مصطفى أمين، وبدأ صحفيا ينشر “رسائل القراء" سنة 1951، كما كان يكتب بها أيضا باب “حظك اليوم"، وجريدة “حزب البعث" ليواصل قنديل بعد ذلك عمله الإعلامي كمعد ومقدم للبرامج السياسية في التلفزيون المصري، ومنذ بداية مشواره عام 1960 عمل كمقدم لنشرات الأخبار ومراسلا عسكريا، كما قدم الكثير من البرامج الناجحة منها “أقوال الصحف" الذي أذيع في الستينيات من القرن الماضي وحقق شعبية كبيرة، “مع حمدي قنديل" عام 1996 على قنوات ال “art". كما تولى قنديل عدة مناصب هامة في مؤسسات دولية وعربية، من بينها مدير الإعلام في منظمة اليونسكو في باريس ومدير اتحاد الإذاعات العربية في القاهرة، ومستشار إعلامي بقنوات ال “art". أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2003، وبعد هجومه الشديد على صمت وضعف الحكومات العربية، تم إيقاف برنامجه “رئيس التحرير" - برغم شعبيته الطاغية - مما اضطره إلى الهجرة إلى الإمارات العربية المتحدة لتقديم برنامج “قلم رصاص" إلا أنه وبعد فترة تم إيقاف برنامجه أيضا لأسباب سياسية، تمت تسمية البرنامج باسم (قلم رصاص) لأنه وحسب كلام حمدي قنديل فإنه “لا شيء ينجز في الوطن العربي سوى بالقلم والرصاص" كما يقول. نجاح حمدي قنديل المتزوج من الممثلة المصرية المعروفة نجلاء فتحي، يعود إلى اتزانه ووقاره وصدقه وصراحته وكلماته التي تصيب هدفها في الصميم دون تجريح أو تجاوز للحقيقة أو الحقوق. نجح حمدي قنديل ببساطة لأنه تواصل مع الناس واقترب منهم ومن أوجاعهم فأحس الناس بأنه صوتهم وأنه يعبر عما يجيش بصدورهم.