فاجأت الأمطار أول أمس، سكان الحي القصديري ببلدية تادمايت الواقعة على بعد 20 كم على مدينة تيزي وزو، حيث اجتاحت سكنات الحي سيولا غير متوقعة بعد هطول الأمطار بشكل متواصل لأكثر من ساعة كاملة نتج عنه فيضان الوادي العابر للبلدية الذي أجبرت مياهه التي أغرقت الحي الكثير من العائلات على مغادرة سكناتها خوفا من تفاقم الوضع أكثر. لم تسمح الأمطار المتساقطة أول أمس بتيزي وزو، عائلات الحي القصديري ببلدية تادمايت، الاستمتاع بفرحة أولى أيام عيد الأضحى، حيث لم تمر إلا ساعات قليلة من نهار أول أمس الجمعة وبالضبط في حدود الساعة الثانية زوالا، أين تم تسجيل بالولاية عبور إضطراب جوي قوي صاحبته أمطار غزيرة تحولت نعمتها إلى نقمة على سكان هذا الحي القصديري. وحسبما أكده أحد قاطنو الحي ل«الجزائر نيوز"، فإن ما شهدوه هذه المرة كان بمثابة جحيما حقيقيا كاد أن يودي بحياة العديد من العائلات التي لم تجد من سبيل آخر لمجابهة فيضان مياه الوادي المحاذي لسكناتهم إلا مغادرتها. مشيرا إلى أنهم سبق وأن عاشوا مثل هذا الوضع خلال السنوات الماضية ولكن ليس بنفس الشدة التي عرفوها يوم الجمعة، وذلك -بحسبه- نظرا لقوة المياه المتدفقة من الوادي التي تسببت في زرع حالة من الذعر والخوف في نفوس السكان لاسيما لدى فئة الأطفال. مضيفا وفي السياق ذاته، إن كارثة حقيقية كادت أن تلحق بهم خصوصا بعدما أغرقت المياه أجزاء عديدة من السكنات المتواجدة بالقرب من الوادي، الوضع الذي استدعى إطلاق نداء إستغاثة للسلطات المحلية التي قامت بدورها بإخطار أعوان الحماية المدنية قصد التدخل، الذين تنقلوا إلى عين المكان وقاموا بإخلاء بعض السكنات خوفا من تصاعد مستوى مياه الوادي أكثر، كما قاموا وبدعم من سكان الحي على تجنيد كل الإمكانيات لتجنب حدوث أية كارثة غير مستبعدة، بما فيها مضخات المياه التي استغلوها في امتصاص المياه من داخل السكنات المتضررة ومن نقاط عديدة في وسط الحي التي عرفت تجمع المياه بها بمستويات كبيرة، الأمر -بحسبه- الذي أدى إلى تقليص من منسوبها وسمحت بإبعاد الخطر عنهم ولو بصفة مؤقتة. على صعيد آخر أكد محدثنا، أن مسؤولية ما حدث تتحملها السلطات المحلية التي وعلى -حد تعبيره- تماطلت في تنفيذ وعودها المقدمة لهم منذ منتصف التسعينيات والمتمثلة في ترحيلهم إلى سكنات لائقة، مضيفا، إنهم سبق وأن نظموا عدة احتجاجات في هذا الشأن من أجل الضغط عليها لتجسيد وعودها على أرض الواقع لكن دون جدوى، الوضع الذي زاد من معاناتهم أكثر لاسيما في ظل افتقار حيهم إلى أدنى ضروريات العيش الكريم، خاصة المتعلقة منها بانعدام قنوات صرف المياه المستعملة هذا بالرغم من المطالب العديدة التي رفعوها إلى مسؤولي البلدية. هذا، وطالب سكان الحي القصديري ببلدية تادمايت السلطات الولائية بتيزي وزو، ضرورة تدخلها العاجل قصد ترحيلهم لسكنات لائقة قبل فوات الأوان.