جرفت الأمطار الأخيرة العديد من البيوت القصديرية المشيدة من الطوب والزنك بحي خميستي بأعالي الطريق الوطني رقم 11 المتواجد على مستوى بلدية بواسماعيل بسبب انجراف التربة وفيضان واد خميستي الذي ألحق أضرارا مادية معتبرة وتسبب في إتلاف كل الأثاث والأفرشة وكل مستلزمات السكان. وحسب السكان فإنه رغم الشكاوي الموجهة للسلطات المحلية بشأن ترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل حلول فصل الشتاء إلا أن كل نداءاتهم ضربت عرض الحائط مع أن السلطات على علم بالمخاطر الجمة التي يسببها الوادي وهاجس الهلع مع حلول فصل الشتاء أين تعرض فيه هؤلاء منذ سنتين إلى كارثة بعد فيضانه، علما أن معظم العائلات المقيمة بالحي والمتكونة من 400 عائلة هربت من ويلات الإرهاب مجبرة تاركة وراءها بناياتها بمناطق داخلية من ولايات الغرب· وأضاف ممثل السكان ل (أخبار اليوم) أن الحماية المدنية أثناء تدخلاتها نصحت العائلات بالرحيل قبل الموت تحت الردم نظرا للمخاطر المحيطة بهم من كل جهة سواء بالنسبة لانجراف التربة أو فيضان الوادي، وقد عبرت العائلات القاطنة بالحي القصديري بخميستي عن تخوفها من الخطر المحدق بها بحيث يعيشون رعبا حقيقيا تزداد حدته كلما حل فصل الشتاء والتساقط، بحيث أكد لنا بعض من التقت بهم (أخبار اليوم) أنهم يبيتون قياما ليلة التساقط خوفا من أن تمتد المياه إلى داخل البيوت في حال امتلاء الوادي الذي يعبر كامل الحي قدوما من أعالي جبال بوسماعيل ليصل إلى غاية أسفل بلدية خميسيتي الميناء، فيما أكد أحد القاطنين من كبار السن الساكن بالحي منذ سنوات طويلة أن الوادي كان منبعا لسقي المزارع المتواجدة على مستوى البلدية غير أنه تحول في السنوات الأخيرة إلى مصب لرمي الأوساخ وفضلات السكان، بحيث يتحول الحي إلى شبه مفرغة تزداد حدتها في فصل الصيف أين تنبعث منها روائح كريهة تصل إلى غاية المنازل المجاورة التي أضحى البعوض والذباب ديكورها اليومي· وكانت العائلات قد رفعت انشغالاتها بخصوص هذا الخطر المحدق بها مرارا للسلطات المحلية إلا أنها لم تلق أي آذان صاغية لمعاناتها التي تكابدها على مدار السنة والتي أصبحت هاجسهم اليومي منذ أن وطأت أقدامهم الحي الذي سكنوه بطريقة فوضوية وعشوائية بعدما أن تم تنصيب بيوتهم على ضفاف الوادي في التسعينيات هروبا من المجازر بحثا عن الأمن والاستقرار بالقرب من مراكز أمنية داخل الولاية، إلا أن ما يحدث لها في الوقت الراهن زاد من متاعبهم بسبب الخوف والهلع الذي يحوم حولهم لاسيما خلال هذه الأيام· وأمام هذه الوضعية يطالب السكان السلطات المحلية بدراسة انشغالاتهم والتدخل العاجل لإنقاذهم من الموت المحقق في أي لحظة وبترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل حدوث كارثة إنسانية لا يحمد عقباها كما حدثت لعدة عائلات كادت أن تلقى حتفها في الآونة الأخيرة·