مع حلول كل موسم شتاء، تزداد مخاوف قاطني بعض الأحياء الفوضوية على مستوى جسر قسنطينة، وبالضبط بعض الأحياء الواقعة بعين لنعجة، خاصة تلك المتمركزة بمجرى واد قديم بالمنطقة، حيث لم يجد السكان غير ذلك المكان لبناء سكناتهم الفوضوية، وبما انه يعتبر في الأصل مجرى لواد قديم حسب بعض كبار السن والعارفين بالمنطقة، فان موسم الشتاء فيه، يعتبر موسما لرعب حقيقي، ترتفع فيه مخاوف السكان من إمكانية فيضانه، خاصة مع الأمطار الغزيرة التي تهطل من فترة إلى أخرى، وتستقبل تلك البناءات الفوضوية سيول الأمطار المتدفقة إليها من عدة جهات، وبشكل أساسي من المرتفعات المحيط بالحي عموما، وهو ما يحول طرقاته، مع أنها لا يمكن أن تأخذ صفة طرقات أبدا، إلى مستنقعات للمياه، وأماكن لتجمع الطين والأوحال، وفي ظل انعدام قنوات صرف أو مجاري من الحجم الكبير بإمكانها أن تستقبل كميات الأمطار الكثيرة تلك، يصبح الوضع أكثر صعوبة وتعقيدا، الأمر الذي يدفع بسكان ذلك الحي مع بداية كل شتاء إلى رفع نداءاتهم إلى السلطات المحلية، وإلى محاولة التعاون على إيجاد حلول لتصريف مياه الأمطار ومنع انحصارها وبالتالي فيضانها ودخولها إلى منازلهم، هذا في الوقت الذي استفاد فيها الكثيرون غريهم من قاطني الأحياء الفوضوية من سكنات اجتماعية لائقة، أراحتهم من معاناتهم في هذه السكنات الفوضوية صيفا وشتاء. ويقول بعض السكان أنهم يحاولون قبيل اقتراب موسم الشتاء اخذ احتياطاتهم كاملة، من خلال عمليات تسريح المجاري والبالوعات، وشق بعض الطرقات الفرعية التي تمكن مياه الأمطار من الانسياب، بالإضافة إلى تغطية أسقف منازلهم، وإصلاح كافة التشققات فيها، غير أن المنطقة التي تقع عليها بناءاتهم تبقى مصدر الخطر الحقيقي المحدق بهم، وبصفة خاصة في الأيام التي تشهد هطولا كبيرا للأمطار، وقد تسببت هذه الأخيرة خلال الأسابيع الفارطة، في كارثة حقيقية، لم تتسبب لحسن الحظ إلا في بعض الخسائر المادية بالنسبة للأثاث ومساكن بعض القاطنين ممن تسربت إليهم الأمطار والمياه، التي لم تجد قنوات تنصرف فيها، حيث أن اغلب المجاري وقنوات الصرف، قام السكان بحفرها بأنفسهم، وكثيرا ما تتعرض للانسداد والفيضان إلى السطح، عندما تغلبها المياه، ولأنها غير معدة بطريقة صحيحة وسليمة. وتحمل سيول الأمطار المتهاطلة على المكان من المرتفعات المحيطة بالحي، التي تضم عددا من البنايات الأخرى، كميات كبيرة من الحجارة والصخور والأوحال، ما يجعل وضعية الحي، كارثية، ويصبح السير فيه أمرا معقدا، ويزداد الأمر صعوبة في وجود برك كبيرة من المياه، مع ضيق الطرقات، وهو ما يجعل شتاء هؤلاء شتاء متعبا وخطيرا، حيث تبقى الفيضانات وإمكانية انجرافهم في حال عودة الوادي إلى جريانه من جديد، بفعل كميات الأمطار الكبيرة المتهاطلة، مصدر خوفهم الأكبر، فيما ينتظرون بفارغ الصبر عمليات ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة.