تمكنت مصالح الدرك الوطني لولاية تيزي وزو من توقيف ثلاثة شبان متورطين في قضية اغتيال الشاب المدعو أغيلاس حجو البالغ من العمر 19 سنة والمختطف يوم 19 من الشهر الجاري، إثنان منهم تم توقيفهما الأربعاء المنصرم بمدينة أزفون والمتورط الثالث تم توقيفه زوال أول أيام العيد بالقرب من مسكنه العائلي المتواجد ببلدية آث شافع التابعة إداريا لدائرة أزفون، وينتظر تقديمهم أمام وكيل الجمهورية اليوم الأحد بتهمة الاختطاف والقتل العمدي. وكشف مسؤول كتيبة الدرك الوطني بتيقزيرت الرائد بوزكري يونس، في ندوة صحفية عقدها زوال الخميس المنصرم، بمقر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بمدينة تيزي وزو، كشف أن المتورطين الثلاثة الذين يقفون وراء اختطاف الشاب أغيلاس حجو هم شباب يتراوح سنهم بين 19 و21 سنة وكلهم أصدقاء الضحية، نافيا أن تكون الجماعات الإرهابية أو شبكات مختصة وراء العملية. وحول كيفية الاختطاف والاغتيال، أكد الرائد بوزكري يونس، أن القتلى اتصلوا يوم 19 أكتوبر الجاري بالضحية ودعوه لقضاء وقت معا والخروج في نزهة، حيث طلبوا منه الالتحاق بهم في منزل أحد أصدقائه، وهو ما فعله أغيلاس حيث التحق بهم على متن مركبته من نوع “قولف"، قبل أن يتم خنقه وقتله باليدين داخل مستودع، وبعدها تم لف خيط على مستوى رقبته. وأشار الرائد إلى أن أغيلاس اغتيل في أول يوم اختطافه، حيث نقل الفاعلون جثته إلى الشاطئ المسمى “إجرمان" بآث شافع على بعد 6 كلم شرق مدينة أزفون، وقاموا بوضعه في كيس بلاستيكي ودفنه، وبعدها قاموا بنقل سيارة الضحية إلى المكان المسمى “شرفة" وتركوها في عين المكان، وتركوا في المركبة مبلغ مالي معتبر كان بحوزة الضحية وسلسلة ذهبية ووثائقه. وأكد الرائد بوزكري أن كتيبة الدرك الوطني لتيقزيرت فتحت تحقيقا دقيقا ومعمقا في القضية منذ اليوم الأول من اختفاء الضحية، واعتمادا على تكنولوجيات الاتصال الحديثة توصلت إلى تحديد أرقام الهواتف الأخيرة التي اتصلت بالضحية، مشيرا إلى أن يومين فقط بعد اختفاء أغيلاس، وبالضبط في 21 من الشهر الجاري، تمكن عناصر الدرك من تحديد موقع شريحة هاتف نقال الضحية، حيث كان الخاطفون في المكان المسمى بوليماط ببجاية، وهذا بعد أن قام أحد المتورطين بوضع شريحة هاتف نقال أغيلاس حجو في هاتفه قصد إجراء اتصال هاتفي بأحد أصدقائه، وتوصلت مصالح الدرك إلى تحديد نوعية الهاتف الذي استخدم فيه الشريحة، لتضع فيما بعد مخططا محكما أسفر عن توقيف أحد الفاعلين يوم الأربعاء المنصرم بمدينة أزفون، وبعد التحقيق معه كشف عن هوية متورطين آخران، وتدخلت مصالح الدرك وأوقفت في اليوم نفسه متورطا آخر في المدينة نفسها، حيث اعترف أحدهم أنهم يقفون وراء الاختطاف، وكشف لمصالح الدرك الوطني أنهم قتلوا أغيلاس حجو وقاموا بدفنه، حيث تنقلت مصالح الدرك على جناح السرعة إلى شاطئ “إجرمان" رفقة مصالح الحماية المدنية ووكيل الجمهورية باصطحاب أحد المتورطين، حيث قاموا باستخراج الجثة ونقلها إلى المستشفى الجامعي نذير محمد، حيث خضعت للتشريح. وبعدها واصلت مصالح الدرك الوطني عملية التحقيق وتمكنت من اعتقال القاتل الثالث يوم العيد في حدود الساعة الثانية زوالا بعدما تمكنت من رصد اتصالاته وتحركاته. الآلاف يشيّعون جثمان الشاب أغيلاس هذا، وقد شيعت جنازة الشاب أغيلاس حجو، الخميس المنصرم، بمسقط رأسه بقرية آيث إيلول في جو حزين جدا وحضر الجنازة وزيرة التضامن الوطني والأسرة سعاد بن جاب الله التي تنقلت إلى أزفون لتقديم التعازي الرسمية باسم الحكومة لعائلة الضحية، كما حضر الجنازة والي الولاية عبد القادر بوعزغي، والسلطات العسكرية والأمنية والمسؤولين والمنتخبين المحليين، فضلا عن توافد الآلاف من المواطنين من كل مناطق الولاية تضامنا مع عائلة الضحية، حيث خلفت هذه الجريمة هلعا واستياء شديدين وسط المواطنين والمسؤولين. من جهة مقابلة، أكد الرائد بوزكري يونس الذي تكفل بمتابعة قضية اختطاف واغتيال أغيلاس جحو، أن التحقيق لا يزال مفتوحا سعيا إلى تحديد متورطين آخرين واكتشاف الملابسات الحقيقية التي تقف وراء الجريمة. وفي ما يتعلق بالدوافع التي دفعت أصدقاء أغيلاس إلى اختطافه واغتياله، فضّلت مصالح الدرك الوطني التحفظ عن المعلومات والحقيقة إلى غاية الانتهاء الكلي من التحقيق، حيث اكتفى الرائد بوزكري يونس بتقديم سبب واحد فقط هو أن الضحية باع سيارة لأحد أصدقائه وبعد فترة ليست بالكبيرة أرجع له السيارة إلا أن أغيلاس لم يرجع له كل المبلغ المالي وبقيت 50 مليون سنتيم بينهما. وكذب الرائد بزكري يونس الإشاعات التي انتشرت بأزفون وتيزي وزو حول أسباب اغتيال الضحية التي تفيد بأن الجريمة جاءت على خلفية الدفاع عن الشرف، مشيرا إلى أن الجريمة لا تربطها أية علاقة مع النساء ولا الشرف.