دعت المجاهدة ظريفة بن مهيدي حساني شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي رفقة زوجها المجاهد عبد الكريم حساني إلى ضرورة كتابة تاريخ الثورة الجزائرية في اقرب الآجال في ظل قرب رحيل كافة رعيل الجيل الذي خاض ثورة التحرير، مشددا كلاهما على ضرورة التمسك بتربية الأجيال الناشئة بما قدمه أسلافهم في سبيل نيل الاستقلال، كما دافعت شقيقة الشهيد بن مهيدي عن لقائها بالجنرال بيجار الذي اعترف لها بأطوار عملية تعذيب الشهيد وشنقه مرتين متتاليتين حتى استشهاده على يد جلاديه. وكانت دار الصحافة طاهر جاووت قد احتضنت أمس الجمعة ندوة صحفية نشطتها المجاهدة شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي مرفوقة بزوجها والمجاهد عبد الكريم حساني الذي رافق أحد أبرز وجوه ثورة الكفاح المسلح وصاحب مقولة ''ارموا بالثورة إلى الشعب فسيحتضنها''، حيث طاف كلاهما بمناسبة استشهاد الشهيد في مثل يوم أمس 4 مارس ,1957 طاف على أغلب الخطوات الأولى له لينتقلا إلى السنوات المهمة من حياته والتي بدأت من سن 14 سنة إلى 33 سنة وهو السن الذي اعتقل فيه بن مهيدي في المنطقة الخاصة حيث عذب واغتيل من طرف الجلاد أوساريس للتشيع السلطات الاستعمارية بعد ذلك إشاعة انتحاره وهي الحقيقة التي لم تكشف إلا في العام 2002 للرأي العام بعد التصريحات التي أدلى بها الجنرال بيجار إلى شقيقة الفقيد . وكانت كل المجاهدة شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي رفقة زوجها المجاهد عبد الكريم حساني قد تأسفا لانحصار تخليد ذكرى بن مهيدي وغيره من عظماء جيل نوفمبر في بعض المناسبات المحتشمة التي تجرى غالبا في مسقط رأس الشهيد في مثل حالة الشهيد البطل العربي بن مهيدي، حيث أوضحت المجاهدة ظريفة أن الراحل أصبح محصورا اليوم في مدينة عين مليلة بولاية أم البواقي بالرغم من انه تنقل بين اغلب ربوع الوطن بين عين مليلة وباتنة التي درس بها وبسكرة وقسنطينة اللذان عاش بهما قبل ان يستشهد كعقيد مسؤول على المنطقة الخاصة بالجزائر العاصمة بعدما قاد معركة العاصمة . إلى ذلك، شدد المجاهد والقائد السابق بوحدات جيش التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية عبد الكريم حساني في رد على سؤال ل ''الحوار'' متعلق بكتابة التاريخ ومسألة الاعتذار، إنه لامناص من المطالبة بهذا الأمر مشيرا إلى أنه لا يختلف مع الرأي القائل بأننا أخرجنا فرنسا بلغة الرصاص ولا اعتذار حول الخاسر والرابح في الحرب، لكنه أكد كما أكدت المجاهدة ظريف أن الاستعمار قد خلف الكثير من الجرائم ضد الإنسانية والعبودية ونهب الثروات واغتصاب العائلات وتهجير الملايين، مفيدة أن عدد سكان الجزائر كان 7.5 مليون في العام 1832 وبقى نفس العدد عند خروج المستعمر في العام 1962 متسائلة هل كانت الأمهات الجزائريات عاقرات في 132 سنة وهو ما اعتبرته ردا على من يشكك في عدد الشهداء اليوم. وزاد المجاهد عبد الكريم حساني أنه يتفق معنا في مسألة كتابة التاريخ، مشددا أنها مسألة تتطلب الدعم والإرادة وتوفير العون المادي وترك هامش الحرية لكل من أراد أن يدلوا بموضوعية بما عاشه من تجارب وشهادات حية.