جدد الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي أسفه من غياب أجواء حرة ونزيهة للانتخابات، وقال إنها غير متوفرة اليوم في الجزائر، بعد أن ضربت السلطة -حسبه- بعرض الحائط كل نداءات الطبقة السياسية المطالبة بضرورة توفير أجواء نجاح العملية وتجنب الأخطاء السابقة، إلا أن ما يجري الآن هو إعادة إنتاج وتكرار المهزلة السابقة التي حدثت في التشريعيات الأخيرة. وقال ربيعي في كلمة ألقاها، بمناسبة الاجتماع، إن الحل الأنسب يكمن في تأجيل الانتخابات المحلية نظرا لتأخر تنصيب اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات وما تبعها من لجان ولائية وبلدية والتي لم تنصب لحد الساعة وهو ما أدى إلى التأخر في التحضيرات، مما نتج عنه عدم مواكبة العملية الانتخابية ومراقبتها، حيث لم يتم مراقبة ومتابعة عملية مراجعة القوائم الانتخابية سواء الاستثنائية أو العادية والطعن فيها، وكذا عدم تمكين اللجنة من مراقبة ومتابعة عمليات معالجة ملفات المترشحين على مستوى الولايات والخروقات التي سجلت من قبل الإدارة. واعتبر الأمين العام للنهضة أن هذه المرحلة هي أهم مرحلة في العملية الانتخابية، يضاف لها التأخر الكبير في عملية إجراء القرعة لتوزيع الحصص التلفزيونية والإذاعية للأحزاب السياسية، وهو ما يعرقل - حسبه - السير الحسن للحملة الانتخابية. ولذلك فإن الحركة تؤكد مرة أخرى دعوة الطبقة السياسية إلى ضرورة التشاور واتخاذ الموقف المناسب الذي يعيد الأمور إلى نصابها. وفي رسالة إلى السلطة، أكدت النهضة إن رهانها اليوم على جهود المناضلين ومقاومة سياسة تيئيس الشعب من التغيير من خلال صناديق الاقتراع، وبهذا الخصوص حمّلت النهضة مرة أخرى المسؤولية كاملة للسلطة التي ميعت وشوهت العملية السياسية في الجزائر. وفي القضايا الإقليمية والدولية عبرت الحركة عن رفضها تحويل الجزائر إلى أفغانستان جديدة أو تتحول إلى منطقة عبور لقوات أجنبية إلى نموذج باكستان جديد، وقالت إن الجزائر اليوم يراد لها أن تكون ساحة حرب الأفغنة أو أن تكون منطقة عبور كأفغانستان أو باكستان، معتبرة أن زيارة المسؤولين الغربيين وتوافدهم المكثف على الجزائر، إنما جاء لنصب شراكهم وتحقيق مصالحهم في المنطقة.