إستنكر جميع المواطنين الذين تحدثت معهم “الجزائر نيوز" ما قام به وزير الدفاع الفرنسي الأسبق جيرار لونغي، عندما لوح ب “إشارة الذراع الحقيرة “ وهو يرد على وزير المجاهدين محمد الشريف عباس الذي طالب باعتراف فرنسي صريح إزاء جرائم الاستعمار في حق الجزائريين. وأكدت غالبية التصريحات على ضرورة أن يكون الموقف الجزائري صارما إزاء هذه الفعلة لكن أكثر تحضرا في الوقت نفسه، وفق ما يؤكده هؤلاء المواطنون. استطلاع : عزيز. ل قال بوعلام وهو شاب عامل بالمصلحة التقنية لإحدى الجرائد الوطنية التقيناه صدفة بشارع حسيبة بن بوعلي، أن ما قام به وزير الدفاع في حكومة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، هو أمر غير مسموح به أخلاقيا، مشيرا إلى أن ذلك يفسر “الحقد الذي ما يزال موجودا عند هذا الرجل وأمثاله من الفرنسيين ضد الجزائر والجزائريين". من جانبه، أكد كلو عيسى، وهو عامل بنادي عمال السكك الحديدية بشارع حسيبة بن بوعلي، أن هذا التصرف الصادر عن جيرار لونغي هو تصرف في غير محله، إضافة إلى كونه إهانة لكل الشعب الجزائري، كما قال السيد كلو الذي يضيف بأن حتى اليسار الفرنسي اعتبر هذا التصرف خاطئا. ويضيف المتحدث ذاته، إن سياسيينا لن يردوا على لونغي بمثل هذه التصرفات، لأنهم أكثر ديبلوماسية من نظرائهم الفرنسيين، مشيرا إلى ضرورة أن يعترف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين عند زيارته المرتقبة للجزائر حتى يمكن دفع العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى الأمام. ويرى ليسير حمو، وهو متقاعد يقطن بإحدى عمارات شارع “فيكتور هيغو" وسط العاصمة، أن ما حدث من جانب جيرار لونغي هو إهانة للجزائر والجزائريين جميعا، مشيرا إلى ضرورة أن يكون رد فعل السلطات الجزائرية بهذا الخصوص قويا وأن يتم العمل كي يقدم لونغي اعتذاراته عما صدر منه.. حتى تثبت الدولة الجزائرية أنها “قوية" فعلا وحتى يمكن أن “نثق فيها". وقال ليسير إنه بدلا من التظاهر في الشوارع، فإن السلطات الجزائرية عليها أن تتحرك، مشيرا إلى كون السياسيين عندنا لا ينبغي أن يردوا بمثل تصرفات لونغي على اعتبار أنهم - أي السياسيين عندنا - ينبغي أن يكونوا أكثر تحضرا “بعدما كان الفرنسيون يقولون إنهم كانوا يعلموننا الحضارة، فقد جاء الوقت الذي نقول فيه إننا نحن من يعلمهم الحضارة" قبل أن يضيف “ينبغي أيضا إدراج ضرورة الاعتذار عن هذه الفعلة المسيئة ضمن تسوية أية ملفات قيد المفاوضات بين الطرفين حاضرا ومستقبلا". وأبدى تاجر شاب وجدناه بمحطة نقل المسافرين بساحة الوئام المدني بالعاصمة، بعض التشاؤم بخصوص قدرة مسؤولينا وسياسيينا للرد على فعلة جيرار لونغي، وقال هذا الشاب - الذي فضل عدم الكشف عن هويته - إن هؤلاء “لا يستطيعون الرد بفعالية على هكذا إساءات والجميع يتذكر عندما رد البعض عندنا على رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان وطالبوه بعدم التدخل عندما أشار في وقت سابق إلى ما فعله الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين". كما أكد المتحدث ذاته أن ما حدث من إساءة من جانب جيرار لونغي يعتبر “محصلة طبيعية لعلاقة الصراع الموجودة بين الجزائر وفرنسا منذ وقت طويل". وغير بعيد عن محطة نقل المسافرين بساحة الوئام المدني، عبّر مواطن جزائري آخر متقاعد عن استنكاره لفعلة جيرار لونغي مطالبا السلطات الجزائرية بالتحرك فورا وبقوة إزاء مثل هذه التصرفات، في حين اعتبر شاب عاصمي التقيناه بعين المكان أيضا أن ما صدر عن جيرار لونغي يعتبر أمرا خطيرا قبل أن يشير إلى أن “المواطنين لا يملكون أية وسيلة للتعامل مع هكذا وضعيات ومسؤولية التحرك في هذا المجال متروكة للسياسيين والمسؤولين". ورغم ذلك أبدى، هذا الشاب الذي يشتغل بإحدى المؤسسات الخدماتية في إطار الشبكة الاجتماعية، بعض التشاؤم بخصوص “قدرة مسؤولينا وسياسيينا في التعامل مع مثل هذه الوضعيات بفعالية، وعلى نحو يتم معه تفادي صدور مثل هذه التصرفات المسيئة للجزائر والجزائريين مستقبلا".