أجرت اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات عملية قرعة ثانية لتحديد حصص ومواعيد تدخلات الأحزاب في التلفزة الوطنية، عشية نهار أمس، استجابة لاحتجاج الأحزاب التي خرجت فارغة اليدين من العملية الأولى بسبب عدم حيازتها على النصاب القانوني للحصول على وحدات تمكنها من إجراء تدخلات عبر التلفزيون. وقد وصل عدد الأحزاب التي لم تتوفر فيها شروط الحصول على حصص تلفزيونية وهي أن تحوز على عدد معين من قوائم الترشح 32 حزبا، الأمر الذي أثار غضب قيادات هذه التشكيلات السياسية وبذلك رفعت لجنة صديقي إلى الحكومة جملة من المطالب الأخرى. وحرصا على السير الحسن لمجريات العملية الانتخابية للمحليات، سارعت الحكومة إلى إسكات أصوات الغاضبين باتخاذ قرار منح وقت إضافي للأحزاب المحتجة مدته عشر دقائق لكل تنظيم سياسي، حيث شرعت اللجنة، عشية أمس، في إجراء القرعة الخاصة بهذا الشوط الإضافي لاختيار فترات بث تدخلات كل حزب من هذه الأحزاب. وحسب المعلومات التي استقتها “الجزائر نيوز"، أمس، من داخل مقر اللجنة، فإن عملية القرعة قد تستمر إلى غاية ساعة متأخرة من الليل بالنظر إلى الوقت الذي استغرقته العملية الأولى، ليلة أول أمس، حيث تواصلت القرعة إلى الساعة منتصف الليل، الأمر الذي أرهق أعضاء اللجنة، زادتها أجواء الاحتجاج التي صاحبتها بعد إقصاء غالبية الأحزاب من فرصة بث تدخلاتها عبر شاشة التلفزيون الوطني. كما أسرت مصادر من اللجنة أن الحكومة تكفلت ببعض مطالب اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات من حيث الإقامة اللائقة التي طالبت بها مثل لجنة القضاة، حيث قررت الحكومة منح أعضاء اللجنة إقامة بفندق الجزائر وفتح مكتب لها هناك مع ضمان خدمات الإطعام هناك. وقررت اللجنة، تضيف مصادرنا، مراسلة مصالح الحكومة من أجل برمجة لقاء لوفد من اللجنة برئاسة رئيسها محمد صديقي مع الوزير الأول عبد المالك سلال بعدما رفض هذا الأخير طلب اللجنة المتمثل في إعطائها منحة يومية تعادل نصف المنحة الممنوحة لأعضاء لجنة القضاة والمقدرة ب 30 ألف دينار يوميا بحجة تغطية تكاليف وأعباء أعضاء اللجنة اليومية. وأبلغ الوزير الأول رفضه لطلب اللجنة على اعتبار أن كل الإمكانيات ستوفرها الحكومة لأعضاء هيئة صديقي لضمان السير الحسن لعمل لجنته، وأسرت مصادرنا بأن الوزير الأول وجه تعليمات صارمة لكل الولاة عبر كامل التراب الوطني لتوفير كل الوسائل والإمكانيات التي تحتاجها اللجنة والتكفل بأعضائها. وتشرع اللجنة اليوم في تنصيب لجانها الولائية والبلدية عبر كامل ولايات وبلديات الوطن رغم التأخر المسجل في عملية تنصيب اللجنة الذي أثر، حسب مسؤولي اللجنة، على عملها الميداني وعدم تمكنها من متابعة مجريات انطلاق الحملة الانتخابية التي تدخل اليوم يومها الثالث، والشيء الذي يعكس، حسب محدثنا، عدم ايلاء السلطات أهمية للمحليات على خلاف التشريعيات للعاشر ماي الفارط.