عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي تواجدها في القدسالمحتلة، أمس الجمعة، بنشر الآلاف من عناصرها في أحياء المدينة وفي البلدة القديمة وفي القرى المحيطة بالقدس، في حين دعت جهات فلسطينية إلى يوم غضب دعما للقدس والمسجد الأقصى· وواصل الاحتلال فرض قيود على الصلاة في الأقصى الشريف، حيث ستقتصر على حملة الهويات الإسرائيلية فقط ومن تزيد أعمارهم عن خمسين عاما من الرجال، بينما سيسمح للنساء من جميع الأعمار بدخول المسجد· وقالت مصادر إعلامية في القدس، إن السلطات الإسرائيلية قامت أول أمس باعتقال خالد ناصر المسؤول عن تسيير الحافلات التي تقل المصلين من البلدات العربية إلى المسجد الأقصى في عملية شد الرحال التي دعت إليها الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر برئاسة الشيخ رائد صلاح وطلبت منه عدم تسيير الحافلات· وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الشرطة الإسرائيلية تعزز أيضا تواجدها في العديد من البلدات التي يوجد بها كثير من السكان العرب مثل حيفا وعكا واللد تحسبا لوقوع مفاجآت· وكانت جهات فلسطينية دعت أول أمس إلى إضراب عام ليوم واحد وحذرت من اندلاع مزيد من الاحتجاجات في الشوارع بشأن القدس، حيث أدت اشتباكات في محيط المسجد الأقصى قبل أسبوعين إلى زيادة التوتر في المدينة، في حين هونت إسرائيل من شأن تحذيرات فلسطينية بأن سياساتها الأمنية قد تؤدي لانتفاضة فلسطينية جديدة· من جهته، حذر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، من خطورة الوضع الذي يتعرض له المسجد الأقصى والقدس، مؤكدا على أن الوضع الراهن الآن أخطر مما كان عليه قبل أربعين عاما عندما تعرض الأقصى لحريق· وأشار أوغلو أثناء زيارته لجنيف إلى أن المنظمة تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأقصى والقدس، إلا أنه رأى في الوقت ذاته أن ''هناك جهات مسؤولة عن القدس من مؤسسات وطنية وأخرى تابعة للعالم الإسلامي يجب عليها أن تتحمل المسؤولية، وأن تتكاثف من أجل تحريك مجلس الأمن لاتخاذ قرار، وفيما عدا هذا فلن نصل إلى حل''· وشدد على أن الأمر الواقع يفرض حاجة ملحة إلى قرار سياسي من الدول العربية والإسلامية لتحريك ملف حماية وإنقاذ المسجد الأقصى والقدس الشريف بوتيرة أسرع· كما نوه إلى استعداد المنظمة لدعم الجهود المبذولة لإعادة تقرير غولدستون إلى مساره أمام مجلس حقوق الإنسان، إذا قامت الدول الأعضاء بالمجلس بالتعبير عن رغبتها في ذلك، من خلال إرادة سياسية واضحة·