صرح، دريج فريد، المدير العام لمؤسسة توزيع مواد البناء ''EDIMCO'' خلال نزوله ضيفا على منتدى يوميتي ''الجزائرنيوز'' و''ألجيري نيوز'' بالمكتب الجهوي بتيزي وزو، أن الجزائر لم تشهد منذ أكثر من 15 سنة ندرة في الإسمنت، ولم تواجه ظاهرة المضاربة في أسعار هذا المنتوج ولم تسجل خللا في تموين هذه المادة ولا في توزيعها مثلما شهدته خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدا أن أزمة نقص الإسمنت في الجزائر سيدوم سنة أخرى· ثمن، دريج فريد، فكرة الحكومة، المتمثلة في استيراد مليون طن من الإسمنت، واعتبرها إيجابية، لكنه لم يخف أن هذا القرار ليس بإمكانه أن يحل هذه المشاكل، ولن يضع، لوحده، حدا لنقص مادة الإسمنت، ولن يساهم في القضاء على المضاربة، وحسب المتحدث ذاته، فإن الطلب الوطني على الإسمنت يتجاوز 18 مليون طن سنويا، مما أدى إلى تزايد نشاط بارونات وسماسرة تجارة الإسمنت الذين يستغلون - حسبه - الثغرات المسجلة على مستوى الإنتاج والتسويق، لتحقيق أهدافهم المتمثلة في كسب المال، مشيرا إلى أن مسؤولي مصانع الإسمنت لهم دور كبير في القضاء على هذه المشاكل· ويرى أن هؤلاء ملزمون باتخاذ إجراءات صارمة كتشديد دفاتر الشروط، وضبط قوائم الزبائن، والإهتمام بالجانب التقني للمصانع، كما دعا كل مسؤولي مؤسسات التوزيع إلى إجبار الزبائن على تقديم وثائق مشروع البناء قبل تسليم السلع، وعدم التعامل مع تجار الإسمنت المضاربين، الذين ساهموا بنسبة كبيرة في ارتفاع أسعار الإسمنت· واعتبر، ضيفنا، الإجراءات التي جاء بها المرسوم التنفيذي الجديد رقم 24309 المؤرخ بتاريخ 2009/07/22 حيث نص على تثبيت الحد الأقصى لهامش الفائدة في سوق الجملة والتجزئة، في حدود 80 دج للأول و120 دج للثاني، غير فعال، كونه لم يحل مشكل المضاربة، مؤكدا أنه بالرغم من صدور هذا المرسوم منذ ثلاثة أشهر إلا أن أسعار الإسمنت في ارتفاع مستمر، في ظل المشاريع الضخمة التي تخصصها الدولة في إطار برامج مخطط التنمية على غرار طريق السيار شرق - غرب، مساعدات الدولة في مجال البناء الريفي، ومشروع المليون سكن·· وغيرها من المشاريع· وفي ما يخص الإستراتيجية الجديدة التي انتهجتها مؤسسة ''EDIMCO'' في مواجهة المضاربة، أكد، دريج فريد، أن مؤسسته حددت قائمة الزبائن، وتوقفت عن التعامل مع التجار المضاربين منذ شهر مارس المنصرم، وهو تاريخ بداية أزمة ندرة ونقص الإسمنت وارتفاع أسعاره في الجزائر، حيث أصبحت تتعامل مع المعنيين مباشرة، مثل أصحاب مشاريع البناء والمؤسسات التي أوكلت لها مهمة الإنجاز، وكذا مع المواطنين الذين يستفيدون من مختلف أنواع مساعدات الدولة في مجال السكن· كما تطرق محدثنا إلى الأهداف التي حققتها مؤسسته خلال السنوات الأخيرة والتي وصفها ب ''الإيجابية والفعالة''، وفي هذا الصدد، كشف أن رأس مالها الاجتماعي الذي كان يقدر ب 50 مليون دينار في سنة، 1998 إرتفع في سنة 2007 إلى 340,439 مليون دينار، كما أن إجمالي المبيعات الذي كان في حدود 83 مليون دينار في سنة، 2006 إرتفع في سنة 2008 إلى 189 مليون دينار، ثم إلى 272 مليون دينار خلال شهر سبتمبر المنصرم· وأكد ضيفنا أن إجمالي المبيعات، سيصل قبل نهاية السنة الجارية إلى 300 مليون دينار· هذا النجاح سمح لهم، حسبه، بتوفير 25 منصب شغل جديد منذ سنة 2008· أما فيما يخص الآفاق، فقد سطر مسؤولو المؤسسة برنامج نشاط مكثف وثري، يهدف إلى إعادة بعث المؤسسة في مجال الإستثمار والإنتاج والصعيد التجاري، من خلال توسيع نشاطها الاقتصادي، حيث ذكر، دريج، أن إنتاج وحدة وادي عيسي سيرتفع بنسبة 35%، بعد انتهاء عملية تركيب مخزن حديدي جديد تبلغ طاقته 60 طن سيكون جاهزا خلال شهر نوفمبر المقبل· وأضاف المتحدث أن مؤسسته ستعرف توسعا كبيرا بإنشاء نقاط توزيع جديدة على مستوى ولاية تيزي وزو بهدف تقريب السلع من الزبائن وتقليص نفقات النقل·