رحبت الجامعة العربية بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ودعت المنظمات والجهات الدولية للاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، بدوره أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أن قرار الجامعة يتضمن الاعتراف بالائتلاف السوري ممثلا للشعب السوري ومحاورا مع الجامعة. وقال الشيخ حمد -رئيس اللجنة العربية المعنية بسوريا- إن الائتلاف سيدخل في حوار مع الجامعة العربية قبل الانضمام لها، وهذا ما حدث في السابق مع المجلس الوطني الليبي. من جانبه، أكد رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة، أن قرار الجامعة لبى جزءا بسيطا من طموحات المعارضة. وأكد أن الالتباس الحاصل في قرار الجامعة بين الترحيب والاعتراف مرده إلى التباينات بين الدول العربية التي توص.لت في نهاية إلى تسوية تمثلت في هذا البيان. وأمل صبرة أن تشارك المعارضة في اجتماعات الجامعة مستقبلا لأن النظام لم يعد يمثل الشعب، ويحكم البلاد ولا يملك ما يقدمه في المستقبل لأبنائه، مضيفا إن الحصول على قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع أمر صعب في ضوء الوضع الحالي. وختم بدعوة روسيا والصين إلى تغيير موقفيهما والوقوف إلى جانب الشعب السوري والتخلي عن نظام في طريقه إلى “الأفول". ودان وزراء الخارجية العرب في بيان استمرار القتل والجرائم التي ترتكبها السلطات السورية ومن يوصفون بالشبيحة ضد المدنيين. وشدد البيان -الذي تحفظت عليه الجزائر والعراق فيما امتنع لبنان عن التصويت عليه- على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن، ودعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية. ودعا البيان سائر تيارات المعارضة للانضمام إلى الائتلاف الوطني حتى يكون جامعا لكل أطياف الشعب السوري دون استثناء، وحث المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، مطالبا بتقديم الدعم السياسي والمادي للائتلاف الوطني السوري لأنه الكيان الجامع للمعارضة السورية. كما حث بيان المجلس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى الدخول في حوار مكثف معه لإيجاد حل سلمي لنقل السلطة وفقا لقرارات مجلس الجامعة، مؤكدا الدعم الكامل لمهمة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي. ومن المقرر أن يلتئم اليوم، اجتماع عربي أوروبي في خطوة أخرى على سبيل الاعتراف الدولي بالكيان السوري الجديد الذي أعلنت ولادته أول أمس، بالدوحة، بعد مفاوضات شاقة استمرت أربعة أيام. وتلقت المعارضة السورية دعما إضافيا أمس، باعتراف دول مجلس التعاون الخليجي بأنها “الممثل الشرعي للشعب السوري". وأعربت دول مجلس التعاون عن الأمل في أن يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وأن يوقف سفك دماء الأبرياء ويصون وحدة الأراضي السورية. كما وعدت واشنطن وباريس ولندن بدعم الائتلاف الجديد. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لفرانس برس أنه سيلتقي اليوم، في القاهرة مسؤولي الائتلاف، ملمحا إلى أن فرنسا قد تعترف به في ختام اللقاء. من جهته، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن توحيد المعارضة السورية في الدوحة أسقط حجج الأسرة الدولية بأنها لا تدري من تحاور، وناشدها تعزيز العلاقات مع الائتلاف السوري المعارض الذي تشكّل أمس، في الدوحة. أما روسيا -حليفة دمشق- دعت المعارضة الموحدة إلى إعطاء أولوية للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، وهو خيار سبق أن رفضه المعارضون الذين يعتبرون رحيل الأسد شرطا مسبقا.