كشف سليم نافطي رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا، ورئيس الجمعية الوطنية لأمراض الحساسية والأمراض الصدرية أن الجزائر تسجل حاليا أكثر من 1.3 مليون مصاب بمرض السدة الرئوية المزمنة الناجمة بالدرجة الأولى عن التدخين، وقال إن العشرية الأخيرة عرفت انتشارا رهيبا لهذا المرض دون تدخل السلطات العمومية ووزارة الصحة لوضع برنامج وطني وتطبيق الإجراءات القانونية الردعية على أرض الواقع. ودق البروفيسور سليم نافطي ناقوس الخطر باعتبار أن كل الفضاءات العمومية بما في ذلك المطارات وحتى المستشفيات مرتعا للمدخنين الذين لا يتعرضون لأي عقوبات أو إجراءات ردعية للمخالفين، مؤكدا أن الجزائر تتوفر على أزيد من 30 نصا قانونيا غير مطبق على أرض الواقع، مضيفا أنه حان الوقت لتحيين تلك القوانين وتطبيقها بشكل يضمن صحة غير المدخنين خاصة في الأماكن العمومية والفضاءات الكبرى. في سياق آخر، أكد نافطي، أمس، على هامش ندوة صحفية نشطها بمناسبة عرض الدراسة الاستدلالية حول مرض السدة الرئوية المزمنة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن الجزائر لا تصنف إلى حد اليوم مرض السدة الرئوية في خانة الأمراض المزمنة التي تستدعي علاجا مجانيا وتعويضا يصل إلى مائة في المائة، إلى جانب أن الأكسجين الذي يعد من بين الأدوية الهامة لهذه الشريحة غير معني بالتعويض، كاشفا أن الدولة لا توفر الأكسجين بالكميات اللازمة ما يحول هذه المادة الحيوية من خدمة عمومية إلى تجارة تذر أموالا وأرباحا على أصحابها، في حين قال إن متوسط إنفاق المرضى الذين يعانون من السدة الرئوية تجاوز 100 ألف دج سنويا. كما طالب العديد من المتدخلين بضرورة توفير المعدات للمرضى في المنازل ناهيك عن توفير الصيانة والمتابعة الطبية في المنزل على عاتق مصالح الضمان الاجتماعي، إلى جانب تزويد المستشفيات الجوارية بالمعدات الطبية حتى لا يجد المرضى أنفسهم مطالبين بالتنقل إلى مصالح مستشفى مصطفى باشا، وندد البروفيسور نافطي بتهميش كل وزراء الصحة المتناوبين على المنصب هذا المرض وعدم أخذه بالجدية التي يستحقها وعدم سن أي برنامج وطني لمكافحة المرض مثله مثل باقي الأمراض المزمنة.