شهدت منطقة بوبهير ببلدية إيلولا أومالو الواقعة على بعد 50 كلم جنوب شرق ولاية تيزي وزو، صبيحة أمس، مشادات ساخنة بين سكان المنطقة وقوات مكافحة الشغب، وهي المواجهات التي اندلعت بعدما حاولت السلطات الولائية والمحلية استخدام القوة العمومية لفرض إنجاز مركز لردم النفايات بالمنطقة، وهو المشروع الذي ينتظر الإنجاز منذ أكثر من 7 سنوات، حيث اعترض السكان هذا المشروع بحجة أن المكان الذي تم اختياره لاحتضان هذا المشروع قريب من المجمعات السكنية ويؤثر سلبا على الطبيعة والوضع البيئي ويهدد السكان بالأمراض. وبعد فشل السلطات البلدية والولائية وعلى رأسهم والي الولاية عبد القادر بوازغي، في إقناع السكان بضرورة إنجاز هذا المشروع للصالح العام اضطر إلى الاعتماد على القوة العمومية، حيث تم استقدام عدد معتبر من عناصر مكافحة الشغب إلى منطقة بوبهير بهدف مباشرة أشغال الإنجاز، إلا أن السكان خرجوا، صبيحة أمس، مجددين رفضهم الكلي لهذا المشروع بالرغم من أهميته وأنه مبرمج لاستقبال نفايات 14 بلدية، حيث دخل السكان في مواجهات ساخنة مع قوات مكافحة الشعب، وحاولت هذه الأخيرة تفريق السكان ببعض القنابل المسيلة للدموع، ورد عليها المحتجون بالحجارة وكل أنواع المقذوفات. وحسب مصادر محلية، فإنها كانت ستأخذ منعرجا خطيرا لولا تدخل العقلاء لتهدئة الأوضاع، حيث لم يتم تسجيل أي إصابات في صفوف الطرفين. وفي هذا السياق، علمت “الجزائر نيوز" من مصدر أمني محلي أن قوات الأمن اعتقلت 4 شباب عقب هذه الاحتجاجات. من جهة مقابلة، وفور انتشار خبر اعتقال المحتجين خرج السكان بأعداد هائلة للمطالبة بضرورة إطلاق سراح الموقوفين دون شروط وهددوا من تصعيد الحركة الاحتجاجية في حالة التأخر من تجسيد مطلبهم، وكذا في حالة تمسك السلطات العمومية باستخدام القوة لإنجاز هذا المشروع، حيث اقتحموا مقر بلدية إيلولا أومالو واعتصموا أمامه. وتجدر الإشارة إلى أن والي ولاية تيزي وزو سبق وأن أكد في ندوة صحفية يوم الفاتح نوفمبر المنصرم، أن السلطات الولائية توصلت، مؤخرا، إلى اتفاق مع السكان وتسوية مشكلة المعارضة بتدعيم المركز بأحدث تكنولوجيات والتجهيزات التي تحافظ على البيئة، لكن صبيحة أمس أظهرت الاحتجاجات والمواجهات بين السكان وقوات مكافحة الشغب أن السكان متمسكين بمعارضة إنجاز مركز لردم النفايات بمنطقة بوبهير.