يهدّد سكان بلدية الرغاية، ذات الكثافة السكانية الكبيرة، التي يزيد عدد سكانها عن ال 110 ألف مواطن، بتصعيد الاحتجاج واللّجوء إلى الاعتصام أمام وزارة البيئة وتهيئة الإقليم، تعبيرا عن رفضهم التام لمشروع إنجاز مفرغة عمومية للنفايات الصلبة بمزرعة بورعدة بذات البلدية الذي بات إطلاقه وشيكا، في الوقت الذي لا تفصلنا عن بداية السنة الجديدة 2013، إلا أيام معدودات، على حد تعبير سكان بلدية الرغاية الذين أكدوا ل “الجزائر نيوز" رفضهم القاطع لأن تكون الرغاية سمار جديدة". وسيحاول سكان الرغاية، حسبما عبروا عنه ل “الجزائر نيوز"، إقناع وزارة عمارة بن يونس، عبر الاحتجاج أمام مقر الوزارة مع بداية السنة الجديدة 2013، بوقف عمليات بناء هذه المفرغة العمومية فورا، نظرا للخوف من أضرارها الصحية والبيئية على حياتهم وصحة وحياة أطفالهم بالدرجة الأولى، فنحن يكفينا أن نكون من البلديات الأكثر تلوثا بالعاصمة، بسبب مرور عدة أودية ببلديتنا، تصب فيها مختلف المياه الملوّثة والنفايات الناتجة عن المنطقة الصناعية لمقاطعة الرويبة، إلى جانب تحويل البحيرة المصنفة كمحمية عالمية، إلى مكب لمختلف السموم الناتجة عن تلك المنطقة الصناعية التي تسببت في انتشار الأمراض التنفسية والحساسية بيننا. وأوضح محدثونا أنهم وإن تفهموا سبب إصرار السلطات الولائية والمحلية على إطلاق مركز لردم النفايات المنزلية والصلبة، بغرض القضاء على المفرغات العشوائية الست المحصاة عبر إقليم العاصمة وإعادة تأهيل المنظر الحضري لمدينة الجزائر وضمان توازن إيكولوجي مستدام، إلا أنهم يقترحون أن تكون لكل بلدية مفرغتها الخاصة، أي بمعنى آخر ألا تتحمّل أية بلدية “عبء" نفايات بلدية أخرى وبالتالي ستحل المشكلة من أساسها، مشيرين في ذات السياق إلى أن حوالي 10 آلاف ساكن ببلدية الرغاية، قد وقّعوا على لائحة رفض هذا المشروع، في إطار خلية الأزمة التي تم تنصيبها مباشرة بعد الإعلان عنه، للتعبير سلميا عن هذا الرفض، بالنظر إلى كون الأرضية المخصصة لاحتواء المركز لا تبعد سوى بمسافة 150 متر عن التجمعات السكانية، إضافة إلى قربها من المرافق الضرورية كالمدرسة الابتدائية التي تضم 1000 تلميذ، الملعب البلدي الذي يتدرب به فريق البلدية، عيادة متعددة الخدمات وكذا دار شباب، إضافة إلى الإقامة الجامعية لجامعة بودواو، التي تأوي 2000 طالب، مما قد يؤثر سلبا على سلامة السكان خاصة عند هبوب الرياح.