هل يمكن لعاقل أن يُصدق بأن شطحات نورية حفصي ويحيى قيدوم هي التي جعلت أويحيى يغادر الحزب؟ وهل صحيح بأن سي أحمد يقوم بهذه الخطوة بعد كل النتائج الإيجابية التي حققها في معظم الانتخابات؟ وإذا كان للأشخاص كل هذه القدرة على إزاحة رئيس الحزب ودفعه للاستقالة، لماذا ما يزال بلخادم لاصقا في كرسيه ويردد عبارة هنا يموت بلخادم؟ فعلا السياسة عندنا غامضة جدا ولا يمكن لأي كان أن يفك شفرات العمل بها خاصة إذا كانت على أعلى المستويات وفي الوقت الذي بدأ التحضير فيه للرئاسيات يغادر أويحيى، ذلك الرجل الذي كان إسفنجة كبيرة امتصت الكثير من الغضب سواء من السلطة أو من الشعب؟ يقال بأن ما أصابه من لعنة كان بسبب طموحه الزائد الذي جعله يفكر بأن موعد المرادية قد حان ولم يفكر للحظة في العواقب التي يمكن أن تكون بسبب هذا الطمع غير المقبول، ويقال من جانب آخر بأن إقالته من الحزب وليس استقالته جاءت لتحضيره حتى يكون أرنبا سمينا في سباق ما تزال معالمه غامضة جدا. هكذا يتم التفسير عندنا بطريقة عشوائية لا تخضع لمنطق ولا لعقل، لأن السلطة الفعلية عوّدتنا أن نتلقى فقط نتائج أفعالها فقط دون أن تخبرنا عن الأسباب والطرق والغايات، فمثلا هل يمكن لها أن تشرح لنا من أقال أويحيى من منصبه؟ ولماذا تمت إقالته في هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا قلّمت أظافره وتركت أظافر بلخادم تطول حتى تغولت وأصبح لا يقدر عليه أحدا على الرغم من كل تصرفاته البائسة؟ أسئلة كثيرة ولا إجابات مقنعة لما يدور في مستنقع السياسة الذي بدأ “يتخلوض" والله يستر مما هو آت.